أخلصوا له..
ثبت عند أبي داود وابن ماجة
من حديث أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم
(إذا صلَّيتُم على الميِّتِ فأخلِصوا لَه الدُّعاءَ)
وأصح ما قال الشراح في معنى (أخلصوا) هنا أي خصوا الميت وحده بالدعاء واشتغلوا بالتضرع من أجله.
وهذا وإن كان فيه دلالة صريحة في دعاء الجنازة
ففيه إشارة لدفع ما يعتري الإنسان من الشح وحب الخير لنفسه في مقام الدعاء للمكروبين من أحبته.
فإذا كان من تريد الدعاء له مكروبا ونويت الدعاء له فإنه تأتيك الخواطر: ادع لنفسك أيضا ووالديك أولى وذريتك وفلان وهكذا.
حتى ينطفئ حدبك وحرصك على هذا المكروب وينغمر في كثيرين تدعو لهم.
وتعظم هذه الخواطر في ساعات الإجابة ومقاماتها كساعة الجمعة والسجود وليالي العشر وفي الحرم فتتشوف النفوس للمزاحمة.
فإذا أشفقت على مؤمن في كربته في مرضه في فقره في أزمته وألقى الله في قلبك الدعاء له فامحضه الوقت كله والإلحاح
فالله يحب ذلك منك وهو أنفع لك عند ربك
وقد علم الله شح النفوس بالخير
فأرسل الملائكة تقول: ولك بمثله.
وادع لنفسك ولمن تحب في مقامات أخرى.
وإذا شحت نفسك بدعاء سجدة؛
فقد ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم
يدعو شهرا كاملا
لثلاثة أشخاص بأعيانهم وأسمائهم لم يشرك معهم أحدا.
اللَّهُمَّ أنْجِ الوَلِيدَ بنَ الوَلِيدَ، اللَّهُمَّ نَجِّ سَلَمَةَ بنَ هِشامٍ، اللَّهُمَّ نَجِّ عَيّاشَ بنَ أبِي رَبِيعَةَ
مختارات