طرق مقترحة لمراجعة القرآن الكريم
*الطريقة الأولى:
أن ألازم ثلاثة إلى خمسة أجزاء وأظلُّ أراجع فيهم أسبوعاً كاملاً إلى أسبوعين بشكل دائم ومتكرر دون انقطاع أو ملل، صباحاً ومساءً وظهراً وعصراً وقُبيل نومي، ثُم أنتقل إلى غيرهم إذا انتهت الأيام التي قدرتها لمراجعتهم، وبالتزامن مع ذلك لي ختمة تلاوة لا تقل عن ثلاثة أجزاء في كل يوم.
*الطريقة الثانية: أن أعكُف على التلاوة سرداً، كلما انتهيتُ من جزء شرعتُ في الذي يليه، بهذه الطريقة فإن مُراجعتي في اليوم الواحد عشرة أجزاء غالباً، ولا تقل بحال من الأحوال عن خمسة.
هذا إذا كنتُ في حالة تكثيف للمراجعة، ما عدا ذلك يمكنني الاقتصار بهذه الطريقة على ثلاثة أجزاء في كل يوم.
*الطريقة الثالثة:أن أقرأ جزءاً واحداً من القرآن تلاوةً بطيئةً مُتأنيةً. ثم خمسة أجزاء حدراً -الحدر هو القراءة السريعةـ ثُم أربعة أجزاء استماعاً. طبعاً جميعهم بالترتيب الخاص بهم، يعني في اليوم الثاني تكون التلاوة المُتأنية من الجزء الثاني، والقراءة حدراً من الجزء السادس، والاستماع من الجزء الخامس، وهكذا في كل يوم. وهذه الطريقة من اجتهادي الشخصي، وإلا فما قرأتها لأحد، وما سمعتها من أحد، وتعتمدُ على تثبيت الحفظ عن طريق حاسَتي السمع والبصر، ونتائجها فعالة جدا.
ولستُ بحاجة إلى التنبيه على أن أول ثلاث طرق لا يُناسبون إلا من ختموا القرآن الكريم كاملاً، وليسوا لمن يحفظون للمرة الأولى.
*الطريقة الرابعة: وهي المُحببة إليّ والتي لازمتها زمناً طويلاً وأنصحُ بها هي أن أقرأ وردي جيداً، ثم أسجّله على الهاتف بصوتي غيباً من حفظي، ثُم أشغل التسجيل وأنا مُمسك بالمصحف مُستخرجاً الأخطاء، ثم أضبطُ أخطائي إن وجِدتْ، ثم أكتبُ الورد كاملاً في كشكول بخط يدي غيباً من حفظي، ثُم أشغل الوِرد بصوت قارئ أحبه، ثم أركز عليها إن وُجِدت، ثُم أصلي بزوجتي إماماً بالوِرد الذي راجعتُه وقرأتُه وسمَّعته وسمِعته وكتبته؛ ولأنه لا يقل عن رُبعين -غالباًـ فإني أجعلها تُمسك المصحف خلفي لتردني إن أخطأت، وبالتزامن مع التركيز على ربعين يومياً كحد أدنى فإن لي ختمة تلاوة لا تقل عن ثلاثة أجزاء في اليوم، حتى لا أهمل القديم.
والله كل آية وصفحة وجزء راجعته بهذه الطريقة كأنه مصحف بين عينَي، وهذه الطريقة أيضاً من اجتهادي الشخصي، وإلا فإني ما قرأتها لأحد، ولا سمعتها من أحد، وهي التي أنصح بها كونها تناسب من يحفظ لأول مرة في حياته، أو من ختم القرآن كله فعليّاً ويريدُ المراجعة، أو من يحفظ نصفه ويريد ضبط ذلك النصف.
فالذي يحفظُ لأول مرة يُقلل المقدار حسب طاقته وقدرته، سواء جعله وجهًا واحداً في اليوم أو أكثر أو أقل، والخاتم لكامل القرآن فعليّاً أو لنصفه يجعل ورد مراجعته ربعين إلى نصف جزء ولا يزيد عن ذلك.
هذه الطريقة فعّالة جداً، وقوية جداً جداً لمن يريد الحفظ أو المراجعة على حد سواء، غير أنها لا تناسب إلا من لديه وقتٌ طويلٌ، إذ الربعان فقط كانا يستغرقان في اليوم الواحد حتى أنجزهما بهذا الشكل الذي كتبته ثلاث ساعات على أقل تقدير.
عادل الجندي
مختارات