يافتاة الجامعة : خدعوك فقالوا حريَّة وتقدميَّة
ألف أحد المفكرين العالميين وهو " بليرداجو " ـ رئيس مدرسة التحليل النفسي العلمي، ومقرها سويسرا ـ كتاباً اسمه " المرأة: بحث في سيكولوجيا الأعماق " وذكر في هذا الكتاب أنَّ أهم خدعة خدعت بها المرأة في هذا العصر هي التحرر والحرية، وفي الواقع أنَّ المرأة، ولو علت وادعي أنَّها متحررة وتمارس شؤونها بنفسها فليست إلاَّ أنَّها سقطت أكثر في عبودية الرجل!!
يا أخت الإسلام:
إنَّ أعظم ما خدعك به أعداء الإسلام من دعاة تحرير المرأة، وأولى بهم أن يسمَّوا: دعاة تجرير المرأة المسلمة إلى الهاوية، أن قالوا لكِ:
إنَّ ما تقومين به من لبس الحجاب الشرعي الكامل الساتر لجسدك تنطع وغلو!
وإنَّ ما تقومين به من لبس النقاب رجعيَّة وتخلُّف!
وإنَّ جلوسك مع فتيات الجامعة فحسب مجرد وساوس، فما الفرق بين الشبان والفتيات!
وإنَّ وقارك وسمتك وأدبك وحياءك وحشمتك دليل على بعض العقد النفسيَّة التي تعاني منها المرأة الصالحة!
وإنَّ مطالبتك بالدارسة في جامعات أو قاعات غير مختلطة تزمت وتشدد، وكأنَّك غير واثقة من نفسك!!
وهنالك الكثير من الفتيات من يرددن هذا الكلام، ويستمعن إلى أربابه ومناصريه، وكأنَّ لسان حالهم يقول:
قالت: أنا بالنَّفسِ واثقةٌ *** حرِّيتي دون الهوى سَـدُّ
***
فأجبتُها والحزن يعصفُ بي: *** أخشى بأنْ يتناثر العقدُ
ضدَّان يا أختاه ما اجتمعا *** دينُ الهدى والفسقُ والصَّدُّ
والله ما أَزْرَى بأمَّتنَا *** إلا ازدواجٌ ما لَهُ حدُّ
هو يا أختاه كلام لأهل المجون والتحرر من ربقة الإسلام...
كلام لا أشبهه إلا بما قاله الله تبارك وتعالى: { زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} فهؤلاء ليس لهم قصد إلاَّ جر المرأة في أسفل سافلين؛ لكي ينزعوا عنها حشمتها ووقارها، وأدبها وحياءها!!
ومن طريقتهم نعرفهم؛ فإنَّا نرى العجب العجاب في تعرية الفتاة، فلربما نراهم يعلنون عن (عَجَلِ) سيارة، ويضعون أفخاذ الفتاة مكشوفة داخل (العَجَل)، ويعلنون عن اتصالات هاتفية ونراهم يدخلون صورة الفتاة الجميلة الكحيلة، وفي كل شيء تظهر المرأة بطريقة تشي وتشعر الآخرين أنَّ هنالك وراء الأكمة ما وراءها بعملية التعرية لصورة المرأة وكأنَّها سلعة يتاجر بها دون أي احترام أو تقدير.
فأي حريَّة وأي حضارة وأي تقدم وأي رقي لأدعياء تحرير المرأة؟!!
إنَّ هذا ليس إلاَّ هبوطاً أخلاقياً، وسفالاً روحياً، بل هي رجعية وتخلف، فنجد دعاة تحرير المرأة والمنخدعين بها من الرجال والناعقات بها من النساء لا يرسِّخون إلاَّ الرجعية السابقة أيام الجاهليَّة، والتي تدعو للرذيلة وعدم الطهر وإظهار النساء بمظهر العري والفحش.
لقد كانت الجاهليَّة القديمة أعقل حيث كانت المرأة البغي حين تريد الذهاب للحج، وتغطي عورتها بيدها وتقول:
اليومَ يَبدو بعضُه أو كلُّه وما بَدا منهُ (فلا) أُحلُّهُ
وأمَّا هؤلاء التحرُّريُّون فإنَّ المرأة عندهم كائن مستخف به، فتُعْرَض في دور البغاء، وفي المسلسلات العارية، وكأنَّ حال تلكم النساء العاريات تقول:
اليومَ يَبدو بعضُه أو كلُّه وما بَدا منهُ (فإني) أُحلُّهُ !
حتَّى لو ذهبت الفتاة التي عصت ربَّها وأرادت أن تذهب لحج أو عمرة لتُكََفِّر بها عن خطاياها، للمزوها واستهزؤوا بها، وقالوا ألا تذكرين معاصيك وما اقترفتيه سابقاً، وكيف تريدين أن تكون امرأة طاهرة وقد كنت تفعلين كذا وكذا من أنواع الفحش!
وهكذا دعاة تحرير المرأة فإنَّهم لا يريدون للإنسانيَّة إلاَّ أن تنحرف عن مسار ربِّها، ودينها وشريعتها، وتتحرر من القيود الفكرية !
إنَّها حريَّة (جون لوك) تلك الحريَّة المنفرطة عن القيم والمبادئ !!
ولهذا نجد الله تبارك وتعالى يُبَيِّنُ حال هؤلاء الذين يريدون للفتاة المسلمة والشباب المسلم أنة ينغمس في شهواته دون رادع أو مانع أو رقابة لله تعالى، فيقول سبحانه: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء: 27]
أليس هذا قمَّة التخلف والرجوع لقرون العصور الكهفيَّة الظلاميَّة التي لم تكن تعبأ بانتشار الرذيلة، بل تحارب من يحاربها، كما هو حال القوم العلمانيين في هذه الأزمان المتحضِّرة ! وهذا رجوع إلى الوراء؛ لأن العري بأنواعه كان من مظاهر التخلف الإنساني في العصور القديمة، فما أشبه الليلة بالبارحة !
ثمَّ بعد ذلك يأتون وينقنقون قائلين: إنًَّ المرأة الملتزمة بدينها رجعيَّةّ!
ويحهم! ما دروا أنَّ أولئك الذين ينبئونها بالسفور والتبرج أنَّهم يعيدونها إلى ما كانت عليه المرأة في العصر الحجري الصخري الجاهلي بما كانت عليه من التفسخ والمجون والانحلال، فحقَّ لنا أن نقول كذلك: (رمتني بدائها وانسلت)!!
مختارات