الأصل الخامس : املك عصا التحويلة
الأصل الخامس: املك عصا التحويلة
بعض الناس يركب القطار ويظن أن السائق هو الذى يقوده، وينسى أن هناك عاملا بسيطا بيده عصا صغيرة يحول بها مجرى القطار كله رغم أنف السائق.. فعصا تحويلة قلبك فى يد من؟!
أيها الاخوة: الصراط مدحضة مزلة، تزل عنه الاقدام، فمع طول السفر قد تتحول الاقدام عن الطريق دون شعور، ولذا ينبغى أن تملك عصا التحويلة فلا تسلمها لأحد يتحكمك بها غير الله الذى يهديك الصراط المستقيم، صراط الوصول إليه – سبحانه -.
فكم منا من سلم العصا لزوجته فحولته من طالب علم الى طالب دنيا، وكم منا من سلمها لأولاده فحولوا همه من طالب جنة الى طالب مال.. عصا تحويلة قلبك فى يد من؟ أسلمتها لمن؟ لصاحب.. لزميل.. لشيخ.. لمدير؟!!
أخى فى الله، سل نفسك من المتحكم فيك، ومن الذى يسير قلبك، هل الله وحده؟ أم أشياء أخر؟
قف مع نفسك وقفة لتسلم قلبك لله يقودك كيف شاء.
أخى فى الله، استسلم لله.. سلم قلبك لله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا إن السلطان والقرآن سيفترقان، فدوروا مع القرآن حيث دار ". [أخرجه الحاكم بلفظ: دوروا مع كتاب الله حيث دار - وبهذا اللفظ ضعفه الألبانى]
نعم: إننا نحتاج أن نملك عصا التحويلة لندور مع القرآن، لندور مع الشرع، لندور مع الدين، مع الامر والنهى، فلا نثبت على الباطل.
أخــى، عصا التحويلة خطر، فأى لعب بها قد يتسبب فى أن يحيد القطار عن طريق الوصول، وربما اصطدم فانقلب، فتحكم – أخى – فى كل ذرة من قلبك، ووجهها الى الله وحده، حرك قطار نفسك فى طريق واحد.. طريق الوصول الى الله..
أخــى، سرت الى الله سنين ثم تحولت، فما الذى حولك؟! من الذى حولك؟! لم تغيرت فغيرت اتجاهك؟! لم انزلقت رجلك فخرجت عن طريق السير الى الله؟!
إننا بحاجة – إخوناه – لأن نملك عصا التحويلة، لكى نعيد السير الى الطريق مرة أخرى، حتى وإن حدنا أو تهنا أو خضنا أو ضللنا أو أخطأنا أو أذنبنا.. لابد من العود.. ارجع والله عز وجل كريم يقبل توبة العبد إذا تاب، قال الملك جل جلاله " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " (النساء: 110).. فعد الى الله واتجه الى الله، وقف على طريق السير الى الله.
فبعصا التحويلة غير اتجاهك، وحول قلبك الى الصراط المستقيم.. عدل طريقك، وانظم سيرك، ووجه قلبك تجد الله غفورا رحيما.. املك عصا التحويلة تسلك طريق الوصول الى الله.
* * *
مختارات