الْقَوِيُّ
د. باسم عامر
بسم الله الرحمن الرحيم
- الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ ۙ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ الأنفال: ٥٢.
وقال تعالى: ﴿ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴾ هود: ٦٦.
وقال تعالى: ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴾ الشورى: ١٩.
- المعنى:
القوي: هو الذي لا يغلبه غالب، ولا يرد قضاءه رادٌّ، وهو الذي يَنْفُذ أمره، ويمضي قضاؤه في خلقه، فهو القوي ذو القوة التامة، الذي لا يلحقه عَجْزٌ ولا ضَعْفٌ ولا نَصَب، وهو القوي في بطشه، إذا بطش بشيء أهلكه ودمَّره، كما أهلك سبحانه الأمم السابق الظالمة حين بطش بها.
وقوة الله هي القوة التامة الكاملة المطلقة، قال تعالى: ﴿ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴾ البقرة: ١٦٥، قال ابن القيم: " ولو اجتمعت قوى الخلائق على شخصٍ واحدٍ منهم، ثم أعطي كل واحد منهم مثل تلك القوة، لكانت نسبتها إلى قوته سبحانه دون نسبة قوة البعوضة إلى حملة العرش ". (شفاء العليل لابن القيم)
واسم القوي يأتي كثيراً في سياق إهلاك الظالمين والطغاة والمستكبرين، لكيلا يغترَّ أحدٌ بقوته، فالإنسان مهما بلغ من القوة فهو ضعيف، ومصيره إلى الهلاك، وتبقى قوة الله جل وعلا هي الباقية في كل زمان ومكان.
- مقتضى اسم الله القوي وأثره:
اسم الله القوي يمنح المسلم أماناً من بطش المتجبّرين وطغيان الطاغين، لأن الله القوي قادر على إهلاكهم في طرْفة عين أو أقل من ذلك، فمن اعتصم بالله القوي فقد اعتصم بالركن الشديد، الذي غالب له ولا قادر عليه.
كما ينبغي للمسلم أن يوقن أنه لا قوة له على شيء إلا بالله تعالى، فمن أراد القوة على شيء فليطلبها من الله القوي سبحانه، وهذا هو مفهوم قول: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، أي: لا تحوُّل من حالٍ إلى حال إلا بالله، وبمعنى آخر: لا حول عن معصية الله إلا بعصمته، ولا قوة على طاعته إلا بمعونته وتوفيقه.
مختارات
-
" الأعمال المثقلة للميزان : العمل الأول : الإخلاص في القول والعمل "
-
تداعي الجسد لإصابة عضو معجزة نبوية
-
شرح دعاء " اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك"
-
اغتنم عرفة وأنت في بلدك
-
مقاصد سورة القمر
-
" الموقف الثاني : الصحابى الجليل أبو محجن الثقفي رضي الله عنه "
-
المُعين السابع والأخير: حفظ القرآن
-
تكرار الوقوع في المعصية
-
" أبو موسى الأشعري - الاخلاص .. وليكن ما يكون "
-
" الشّاكر "