اسم الله الصمد 2
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
من أسماء الله الحسنى : ( الصمد ) :
أيها الأخوة الأكارم ، لا زلنا في اسم الله " الصمد " الله " الصمد " فالصمد هو المقصود في الرغائب ، والمستغاث به عند الشدائد ، الإنسان يتمنى صحة ، يتمنى زوجة صالحة ، يتمنى رزقاً وفيراً ، يتمنى مكانة اجتماعية ، يسأل الله الرزق الحلال ، الزوجة الصالحة ، الأولاد الأبرار .
الله عز وجل صمد يقصد في الرغائب ويستغاث به عند الشدائد :
إذاً الله يقصد في خير الدنيا والآخرة ، والمستغاث به عند المصائب ، في أمراض عضالة ، كان عليه الصلاة والسلام يقول : " اللهم إنا نعوذ بك من عضال الداء ، ومن شماتة الأعداء ، ومن السلب بعد العطاء " فالله عز وجل صمد أي يقصد في الرغائب ، ويستغاث به عند الشدائد .
" الصمد " هو الذي تقدست ذاته عن إدراك الأبصار والأعيان ، وتنزهت جلاله عن أن يدخل تحت الشرح والبيان ، مهما تكن عاقلاً ، مهما تكن متألقاً ، لن تستطيع أن تحيط بذات الله العلية ، لا يعرف الله إلا الله ، تقدست ذاته عن إدراك الأبصار .لذلك قال سيدنا الصديق : العجز عن إدراك الإدراك إدراك .
شخص سألك البحر المتوسط كم لتراً ؟ أي رقم تعطيه إياه فأنت جاهل ، إذا قلت لا أدري فأنت عاقل .
وتنزه جلاله عن أن يدخل تحت الشرح والبيان .
" الصمد " الذي يصمد إليه ، أي يقصد في الحوائج ، و يقصد إليه أيضاً في الرغائب .
على المؤمن أن يقيم اتصالاً مع الله عز وجل :
لا أعتقد أنه يوجد حديث صحيح يشرح هذا الاسم كقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إنَّ الله عز وجل يمهل حتى يذهب ثلث الليل ، فينزل فيقول : هل من سائل هل من تائب ، هل من مستغفر من ذنب ؟ فقال له رجل : حتى مطلع الفجر " [مسلم] .
من هو أعجز الناس ؟ من عجز عن أن يسأل الله .ذكرت لكم : إن الله يحب : " ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع " [أخرجه الترمذي والبزار في مسنده وابن حبان عن أنس بن مالك] .
إن الله يحب من عبده أن يسأله ملح طعامه ، إن الله يحب الملحين بالدعاء والعبادة دعاء .
" الدُّعاءُ مُخُّ العبادةِ " [الترمذي] .
و " الصمد " الذي ينتظرك أن تسأله .لا تسألــن بني آدم حاجة واسأل الذي أبوابه لا تغـلق
الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يُسأل يغضب
* * *
اختيار الله جلّ جلاله هذا الاسم بذاته ليقصده عباده في المهمات في دنياهم ودينهم :
أيها الأخوة ، الإمام الغزالي رحمه الله تعالى قال : الله جلّ جلاله اختار هذا الاسم بذاته ليقصده عباده في المهمات في دنياهم ، وفي دينهم .
أيها الأخوة ، أنا لا أرى أن هناك ما يسمى بدنيا وآخرة ، أنت موجود في هذه الدنيا ، أنت بحاجة إلى خيري الدنيا والآخرة ، الدليل الدعاء النبوي الشريف : " اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا " انظر إلى التوازن ، الواقعية ، الوسطية " أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا " أن تعرف الحقيقة ، أن تعرف العقيدة الصحيحة ، أن تفهم كتاب الله فهماً عميقاً ، أن تفهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، أن تعرف الأحكام الفقهية ، أن تتأسى بسيد البرية ، أن تجعل الصحابة قدوة لك " أصلح لنا ديننا " أن تحمل نفسك على طاعته ، أن تحمل نفسك على عمل صالح تتقرب به إليه " أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا " ولم ينسَ الدنيا " وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا " .
كل إنسان بحاجة إلى خيري الدنيا والآخرة :
تأدب مع الله ، و لكن " عافيتك أوسع لي " من أخبرك أنك تستطيع أن تتحمل ؟ اسأل الله السلامة .
لذلك الدنيا ضرورية مال وفير ، أو مال يغطي حاجاتك ، زوجة صالحة تتحصن بها ، أولاد أبرار يملؤون البيت بهجة ، سمعة طيبة " أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا " .الآخرة هي الأبد فيها : " ما لا عين رأتْ ـ الجنة ـ ولا أذن سمعتْ ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ " [البخاري ومسلم] .
من خسر الآخرة خسر كل شيء : الحقيقة أكبر خسارة ، أو الخسارة الحقيقية الذي يخسر الآخرة .
" قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " [الزمر:15] .
" فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ " [آل عمران:185] .
بطولتك أن تنقل اهتماماتك للآخرة ، يعني الحديث الذي ذكرته لكم من قبل : " وعزتي وجلالي لا أقبض روح عبدي المؤمن وأنا أحب أن أرحمه ، إلا ابتليته بكل سيئة كان عملها سقماً في جسده ، أو إقتاراً في رزقه ، أو مصيبة في ماله أو ولده ، حتى أبلغ منه مثل الذر ، فإذا بقي عليه شيء شددت عليه سكرات الموت حتى يلقاني كيوم ولدته أمه " [ورد في الأثر] يعني إذا تفضل الله علينا ، وأوصلنا إلى شفير القبر طاهرين فهذا مكسب عظيم ." أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير ، واجعل الموت راحة لنا من كل شر " .
النبي عليه الصلاة والسلام رأى جنازة ، فقال عليه الصلاة والسلام : " مستريح ، أو مُسْتَراح منه ، فقالوا : يا رسول الله ما المستريحُ ، وما المستَراح منه ؟ فقال : العبد المؤمنُ يستريح من نَصَب الدنيا ، والعبد الفاجرُ : يستريح منه العبادُ والبلادُ ، والشجر والدواب " [البخاري ومسلم] فالبطولة أن يكون المرء عند الموت مستريحاً ، لا مستراح منه .علاقة الإنسان باسم الصمد :
الآن كنت أقول دائماً : أيها المؤمن لابدّ لك من موقف مع كل اسم من أسماء الله الحسنى ، لك موقف ، أو في تدقيق عملي يخصك ، فما علاقتك باسم " الصمد " ؟ لأن الله عز وجل يقول : " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا "[الأعراف:180] .
أنت حينما تعرف أسماء الله الحسنى تقبل عليه ، تدعوه، تتجه إليه ، تعلق عليه الآمال ، والله عز وجل كما أقول دائماً : ينتظر منا أن نتخلق بكمال من كمالات الله ، يكون هذا الكمال ، قربة إلى الله ، يعني الله رحيم ، يمكن أن تتقرب إليه بأن ترحم خلقه ، الله عز وجل عدل ، يمكن أن تتقرب إليه إذا كنت منصفاً .فلذلك من أدب المؤمن مع هذا الاسم ألا يقصد بحوائجه غير الله ، أن يكون موحداً ، وألا يعول إلا على الله ، ثقته بالله ، أمله بالله ، اعتماده على الله ، توكله على الله ، لا يخاف إلا الله ، من أدب المؤمن مع هذا الاسم ألا يقصد بحوائجه ، برغائبه ، إلا الله ، وألا يعتمد إلا على الله ، هذا من أدب المؤمن مع هذا الاسم .
أكبر أسباب العذاب الذي يصيب الإنسان أن يدعو مع الله إلهاً آخر :
لذلك هناك قول أنا أراه من أدق الأقوال ، قول جامع مانع : لا يخافن العبد إلا ذنبه ، ولا يرجون إلا ربه ، لا تخف من أحد ، لا تخف من الطغاة ، خف من أن تذنب عندئذٍ يسمح لهؤلاء الطغاة أن يصلوا إليك ، فإذا أرضيته ، واستقمت على أمره أبعدها عنك وإذا قصرت في حق من حولك ، ولم تؤدِِ ما عليك سمح لها أن تصل إليك ، هذا ملخص الملخص ، الحقيقة هذه وردت في هذه الآية : " فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " [هود:55-56] .
لا يخافن العبد إلا ذنبه ، لا تخف من الأقوياء ، خف أن تخطئ ، أو أن تظلم فالأقوياء يصلون إليك ." وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ " [النحل:112] .
" فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " [هود:55-56] .
فالمؤمن لا يخاف إلا ذنبه وعندما يقع في مشكلة لا يرجو إلا ربه ،لا يخاف إلا ذنبه إذا وقع في مشكلة، لا يرجو إلا ربه ،هو المعول عليه،لذلك قال تعالى:" فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ " [الشعراء:213] أحد أكبر أسباب العذاب أن تدعو مع الله إلهاً آخر .من تطبيقات الصمد أن يتخلق الإنسان بهذا الاسم فيجعل نفسه مقصوداً من قبل الناس :
من تطبيقات هذا الاسم أن يتخلق الإنسان بهذا الاسم ، دقق الآن بمعنى آخر : فيجعل نفسه مقصوداً من قبل الناس ، يعني يفتح بابه لهم، يصغي إليهم ، يسعى لحل مشكلاتهم ، يحمل همومهم ، يعين فقيرهم ، ينصف مظلومهم ، هذا الإنسان خرج من ذاته لخدمة الخلق ، هذا الإنسان حمل هم الناس .
فلذلك التطبيق الأكبر لهذا الاسم الله عز وجل يُقصد في الحوائج والرغائب ، وأنت كمؤمن ينبغي أن تخدم الناس خدمة يجعلونك مقصوداً في حوائجهم ، وفي رغائبهم ، وهذا هو الغنى الحقيقي ، هذا هو النجاح ، هذا هو الفلاح ، أن يزداد عملك الصالح ، الغنى والفقر بعد العرض على الله ، بل إن الغنى الحقيقي هو غنى العمل الصالح .
" فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ " [القصص:24] إذاً من تطبيقات أن يتخلق الإنسان بهذا الكمال فيجعل نفسه مقصوداً من قبل الناس للخير ، معيناً لهم على حوائجهم ، إذا أحب الله عبداً جعل حوائج الناس إليه ، إذا أحب الله عبداً جعله مقصوداً ، وقد يزداد الضغط عليه ، وقد يُسأل ليلاً نهاراً ، هذا فضل من الله عز وجل ، سمح لك أن تنفق ، سمح لك أن تكون مقصوداً ، هذا فضل كبير ، أنت تعطي وغيرك يأخذ ، جعلك قوياً ولم يجعلك ضعيفاً ، جعلك صحيحاً ، ولم يجعلك مريضاً ، جعلك غنياً ولم يجعلك فقيراً .
من هنا قيل كما ورد في الحديث الصحيح : " أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس " [الطبراني] طبعاً هناك معنى مخالف ، معنى عكسي : وأبغضهم إلى الله الذي يوقع الأذى بالعباد ، يلقي في قلوبهم الرعب ، يبتز أموالهم ، يغشهم ، يحتال عليهم " أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس " .أعظم الأعمال الصالحة ما استمر بعد موت الإنسان :
هناك حديث آخر يقول عليه الصلاة والسلام : " إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله ، فقيل له : كيف يستعمله يا رسول الله ؟ قال : يُوَفِّقُهُ لعل صالح قبل الموت " [الترمذي] يعني بعد أن تعرف الله الذكاء كل الذكاء ، العقل كل العقل ، النجاح كل النجاح الفلاح كل الفلاح ، التوفيق كل التوفيق ، أن يكون لك عمل صالح كبير ، حجمك عند الله بحجم عملك الصالح ، بل إن أعظم الأعمال الصالحة ما استمر بعد موتك ، أنشأت ميتماً ، أنشأت ثانوية شرعية ، ألفت كتاباً نافعاً ، تركت ولداً صالحاً ، تركت صدقة جارية ، طبعاً بالمقابل : وأسوأ عمل ، شرير ، سيء ، مفسد ، أن يستمر من بعدك ، أنشأ ملهى ، ومات والملهى مستمر في إفساد الناس ، أحياناً تقرأ آية كريمة لا شك أنها تهز مشاعرك ، حينما قال الله عز وجل لسيدنا موسى : " وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي " [طه:41] .
أي كلام قاله بعض علماء القلوب ، سألوا أحد الطلاب : كم الزكاة سيدي ؟ طبعاً الإجابة ، قال له : عندكم أم عندنا ؟ قال له : عجيب ! ما عندنا وما عندكم ؟ قال له : عندكم اثنان ونصف في المئة ، أما عندنا العبد وماله لسيده ." إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " [الأنعام:162] .
" وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي " يعني وقتك ، مالك ، ذكاؤك ، طلاقة لسانك ، خبراتك كلها في خدمة الخلق ، هذه حالة اسمها : " وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ " [الواقعة:10-11] .
هناك درجات عالية عند الله ، هذا الذي خرج من ذاته كلياً وجعل كل وقته وكل ماله وكل صحته وكل قدراته وكل خبراته وكل طاقاته ، في سبيل الله ، هذا إنسان تنطبق عليه الآية الكريمة : " وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي " من كان الله تعالى هو المقصود في أهدافه فهو في سعادة لا يعرفها إلا من فقدها : أيها الأخوة ، انطلاقاً من هذا الاسم كما ورد في الحديث الشريف الصحيح : " الخلق عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله " [أخرجه أبو يعلى والبزار عن أنس بن مالك] .كما أن " الصمد " هو المقصود في الحوائج كلها ، كذلك أنت أيها المؤمن بحبك للخير ، بحبك لخدمة الخلق ، ينبغي أن تكون مقصوداً في الشدائد كلها .
لذلك أقول لكم هذه الكلمة قرأتها مرة في مجلة : إذا أردت أن تسعد فأسعد الآخرين ، فأنت أسعدهم ، اخرج من ذاتك لخدمة الخلق ، عندئذٍ يتولى الله شؤونك كلها ، هم في مساجدهم ، والله في حوائجهم .
" مَن شَغَلَهُ قراءةُ القرآن عن مسألتي : أعطيتُهُ أفضلَ مَا أُعْطِي السائلين " [الترمذي] أنت مهتم بعبادة ؟ مهتم بأحوالهم ؟ بهدايتهم ؟ مهتم بصحتهم ؟ تعتني بفقيرهم ؟ تعتني بمريضهم ؟ تعتني بامرأة أرملة تعينها على أداء ما هي مكلفة به من أيتام ؟ تهتم بالآخرين ؟ فأنت الأمور كلها ميسرة لك ، إذا أردت أن تسعد فأسعد الآخرين ، هل تحمل همّ المسلمين ؟ هل يؤلمك ما يؤلمهم ؟ هل يسعدك ما يسعدهم ؟ هل تحاول أن تخفف عنهم ؟ هل لك رسالة في الحياة ؟ هل تعيش لأهداف صغيرة محدودة ؟ أم أنك تحمل رسالة تحب أن تؤديها ؟ هل تختار هدفاً ؟ لك هدف ؟ .
سافرت شرقاً وغرباً لفت نظري أن الناس هناك وهناك ليس لهم أهداف إلا المتعة ، الاستمتاع والرخاء ، أن يأكل ويشرب ، يشاهد فيلماً ، أن يستمتع بالحياة فقط .تأتي إلى بلاد المسلمين ما في مسلم ما عنده هم،هم مقدس إنه يعين إخوانه يهدي الآخرين،يقدم عملاً صالحاً .
فلذلك ينبغي أن يكون لك رسالة ، وينبغي أن يكون لك هدف ، فإذا كان الله سبحانه وتعالى هو المقصود فأنت في سعادة لا يعرفها إلا من فقدها ، إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوب .