اجعله جليسك وأنيسك في العشر
في هذه العشر المباركات يتجددالعهد بكثير من العبادات والطاعات ولعل من أجلّها وأعظمها " تلاوة القرآن الكريم "
هذا الكتاب العظيم الذي جعله الله نوراً لقارئه في الدور الثلاث كلها - دار الدنيا والبرزخ والآخرة - ففي وصية المصطفى عليه الصلاة والسلام لأبي ذر رضي الله عنه:
(عليك بتلاوة القرآن ؛ فإنه نورٌ لك في الأرض، وذخرٌ لك في السماء) راوه ابن حبان.
يتجدد العهد مع القرآن لأن قارئه يروم شفاعته بين يدي الله يوم يلقاه ققد بلغه حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم:
(اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه). صحيح مسلم.
ولكل من ثقلت عليه التلاوة وشغلته عنها أمور الدنيا الفانية تأمل - بربك - هذين الحديثين لترى أي خسارة يخسرها من هجر القرآن العظيم، يقول عليه الصلاة والسلام:
(يجيء صاحب القرآن يوم القيامة، فيقول: يا رب حله، فيلبس تاج الكرامة. ثم يقول: يا رب زده فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه، فيقال اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة).(حديث حسن)
ويقول أيضاً:
(إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب يقول: هل تعرفني؟
فيقول له: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن، الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل [تجارة]، قال: فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين، لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال: يأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال: اقرأ واصعد في [درج] الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام (يقرأ) هذاً كان أو ترتيلاً) صحيح الجامع
فهذه الأثار ونحوها من أعظم المحفزات لنا لننشغل بالقرآن عن كل حديث ولقاء خصوصاً هذه الأيام والليالي النفيسة الشريفة.
ليتذكر كل مقصِّر منا - وكلنا ذاك المرء - وقد انتهت هذه العشر وقد فاز التالون لكتاب ربهم وكان وقتهم مليئاً بالتلاوة والترنم بالآيات وهو قد آثر الإنشغال بوسائل التواصل الإجتماعي - التي غدت أكبر سارق للوقت ومضيّع للعمر - أو قدم شيئاً من دنياه على هذا الموسم العظيم.
فالوحى الوحى والنجا النجا والغنيمة الغنيمة في هذا الموسم فلا نقول هي أيام بل في حقيقتها ساعات ولكنّها ليست كبقية الساعات العام فالعمل فيها عظيم والثواب فيها جليل.
فلنغتنمها بالخير - ومن أجلّه التلاوة - ولنمضها بالباقيات فيوشك أن ترحل.
مختارات