أيكون فى العمل المرهق تخفيف على النفس
بعد بدء شهر رمضان بأيام قليلة وأثناء صلاة القيام (التراويح) شُغلت عن الخشوع في الصلاة بـأمر ما:وكان الشاغل هو أن شهر الصيام وشهر إنزال القرآن شهر مرهق ومتعب ومجهد لكل من يحاول فيه الجمع بين:
1-الإكثار من الطاعات والأعمال الصالحات كالقيام والصيام والذكر وتلاوة القرآن وتدبره والتصدق والنصح للغير..إلخ
2-إعطاء العمل الدنيوي حقه على قدر الطاقة؛ حتى يكون المال الذي يدره هذا العمل حلالاً لا تشويه شائبة حرام
ثم تذكرت حال الذين يهملوا أعمالهم الدنيوية في شهر الرحمات وينشغلون بالجري وراء الملهيات عن الطاعات
ملهيات موجودة في كل مكان وفي كل يوم من شهر الغفران
بل وفي كل ساعة وكل دقيقة
سواء كانت هذه الملهيات من عمل الإعلام الفاسد أو من عمل شياطين الإنس
الذين يتواجدون في كل شبر من بلاد المسلمين في هذا الشهر الكريم
وكأن شياطين الجن قد قامت بتجنيدهم من قبل شهر رمضان بفترة كافية حتى يحلوا مكانهم إذا صفدوا في شهر رمضان
وتأملت قليلا في حال هؤلاء الشياطين وأتباعهم
وكيف أنهم في راحة من هذا التعب والإجهاد الذي يحس بهما كل من يجاهد نفسه لئلا يفوت النفحات العظيمة في هذا الشهر
وغفلت للحظة مع هذه الخاطرة
وإذ بالأمام يرفع صوته بالقراءة مرددا ومكررا قوله تعالى: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) من سورة النساء
<< (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ) >>
<< (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ) >>
<< (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ) >>
وتساءلت
هل يكون في هذا الإرهاق الشديد.. تخفيف؟؟
وهل هذا التخفيف المقصود به رحمة الله بعباده في الآخرة وإدخالهم فسيح جناته؟؟
أم أن هناك أيضا تخفيفا في الدنيا ولكن قد يكون غير ظاهر؟؟
<< ما زال صوت الإمام يدوي في أذني: (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ) >>
وتذكرت أمرا مهما
وهو أني كنت أحس بألم مستمر في قدمي
وكنت أواظب على علاج مكثف له فلا أجد سوى تقليل الألم دون القضاء عليه
<< (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ) >>
ولكن
منذ بدء هذا الشهر الكريم
ومنذ قيام أول ليلة في هذا الشهر
والألم يقل تدريجيا حتى زال مطلقا بعد ثلاث أو أربع أيام اقريبا
<< (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ) >>
وذلك نظرا لأن أغلب تمارين العلاج الطبيعي تشبه كثيرا الحركات التي يقوم بها المصلي
وهذا بالطبع خلافا لبركة القيام بالقرآن في تطهير القلب والجسد أيضًا من أمراضه
فتأثرت كثيرا بمدى رحمة الله ولطفه الظاهر منها وغير الظاهر
<< (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ) >>
فالواحد منا يقبل في هذا الشهر الكريم على الطاعات أملا في رحمة الله في الآخرة والله يعطي برحمته الدنيا والآخرة
وتساءلت عن حال الإنسان بدون رعاية الله وتخفيفه
فإذا بالإمام يردد: << (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) >>
مختارات