ما هذه الجفوة
بسم الله الرحمن الرحيم
الملاحظ لخطوات الصحوة المباركة التي تعم العالم الإسلامي يدرك الايجابيات الكثيرة التي تبشر بالخير القادم والذي بدأت بوادره تظهر..
وعلى الرغم من ملامح الفرح والسرور التي تعلو محيا من يلتفت يمنة ويسرة، إلا أنه ربما توقف بنظره وأجال خاطره في أمور تحتاج إلى نظرة أعمق ودعم أكبر، فلا يخفى في هذا الزمن أهمية القلم خاصة، ووسائل الإعلام عامة حيث كثرت وتنوعت من مقروءة مسموعة ومرئية، وتبعاً لذلك تنوعت المذاهب واختلفت المشارب، ودس السم في الدسم، واستطاع الكثير من أصحاب الدعوات الباطلة الوصول إلى فكر وعقل المتلقي. والمعركة الإعلامية التنصيرية في أفريقيا مثال واضح لذلك.
ولا بد من وقفة مراجعة لصوت الإعلام الإسلامي الذي يبدو واضحاً ضعف أدواته وقلة إمكانياته أمام جهد وطاقات الأعداء. فقد قصر الإعلام الإسلامي عن السير في ركب الصحوة وعدم متابعته لمستجدات الساحة الإسلامية ومن ثم فجهده أيضاً يقل في نشر الدعوة الإسلامية وتوضيح الشبه والرد عليها.
وهذا التقصير يحتاج إلى محاسبة ومراجعة جادة لأسباب هذا التأخر على مستوى الدول والهيئات والمؤسسات الإسلامية.
دعونا نلتفت قليلاً إلى الجانب القريب جداً.. وهو نحن المتلقين، ماذا قدمنا من دعم لهذا المظهر الحساس حسب مقدرتنا وجهدنا، فلمنارة الإعلامية الإسلامية تحتاج إلى المشاركة.. كل بحسب طاقته وجهده ووقته.. ابتداء بالعلماء الأفاضل والكتاب ومروراً بالقارئ العادي الذي نراه يبخل حتى بالملاحظات والاقتراحات.
وهذا جانب لا أخال أحداً يستطيع أن يتهرب من نصيبه في ذلك.. الأمر الآخر.. ما هو دورنا كقراء في دعم المجلات الإسلامية الشهرية أو الأسبوعية التي تحتاج إلى مؤازرة ومناصرة وتثبيت وذلك من خلال الاشتراك الشهري أو السنوي.
الاستغراب يطول إذا علمنا أن اشتراك بعض المجلات المتميزة بخطها الواضح لرفعة راية التوحيد، لا يتجاوز أربعين ريالاً سنوياً.
ها نحن نتحدث عن ضعف الإعلام الإسلامي ونحن لا ندعم صوتنا المبحوح الذي نراه يأتي إلينا ضعيفاً منهكاً من قلة الإمكانيات المادية. بل انك تجد رداءة الورق وصفرته على تلك المجلات.
يحزن قلبك وأنت تلاحظ بين تلك السطور صوت العتاب ينادي: ما هذه الجفوة..
مختارات