النسمة الرابعة : الموعد الجنة (5)
7. بيوت الجنة: «الجنة بنائها لبنة من فضة، ولبنة من ذهب، ومطلاها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران، من يدخلها ينعم لايبأس، ويخلد لا يموت، ولا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم».(صحيح كما فى ص ج ص رقم 3116).
الكلام السابق حديث صحيح أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.
لو سمحت.. أعد قراءته.. أعد وتأمل فى كل كلمة.. كل كلمة.
أختار لك أنا كلمة " الياقوت " واسمع في صفته التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما، ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب» (صحيح كما فى ص ج ص رقم 1633).
بيتك فى الجنة ستعرفه من وسط ملايين بل مليارات البيوت، ستعرفه أكثر مما كنت تعرف بيتك الذي كنت تسكنه في الدنيا مع أنك لم تراه قبل ذلك، ولم تذهب إليه قط، لكن الله يلقي في روعك هذه المعرفة، أقسم على ذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فقال: «فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم في الجنة أدل منه بمسكنه كان في الدنيا» (صحيح كما فى ص ج ص رقم 510).
كيف تبنى بيتك فى الجنة: قال الحسن البصري: الملائكة يعملون لبني آدم في الجنان.. يغرسون ويبنون، فربما أمسكوا، فيقال لهم: قد أمسكتم، قيقولون: حتى تأتينا النفقات.. فابعثوهم.. بأبي أنتم وأمي.. على العمل.
لطيفة: حضر عمرو بن طفيل مجلسا لعمر بن الخطاب، وكانت يده قطعت يوم معركة اليمامة، وبينما هم جلوس إذ حضر الطعام فتنحى عمرو عنه، فالتفت إليه عمر وقال: لعلك تنحيت لمكان يدك؟! قال عمرو: والله لا أذوق طعاما حتى تناله بيدك، ما في الحاضرين من بعضه في الجنة غيرك!!.
8. عدد أبوابها ثمانية: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الجنة لها ثمانية أبواب» (حسن كما فى ص ج ص رقم 3119).
أما عن سعة هذه الأبواب فشأنه شأن كل ما في الجنة.. لا يخطر على عقل بشر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة، وليأتين عليها يوم وهي كظيظ من الزحام» (صحيح كما فى ص ج ص رقم 2190).
فهل نطمح أن نكون من هذا الزحام، وماذا قدمت في سبيل ذلك؟! أين صحيفة أعمالك؟
أين دلالة إيمانك؟ عملك الصالح وحده المفتاح الذي تفتح به أبواب الجنة، ليست الأماني، ليست الأحلام، ليست كلمات اللسان، ليس غير الأعمال فاصنع مفاتيحك يا همام.
الصديق يصدق: أبو بكر الصديق رضي الله عنه أراد أن يدخل الجنة من الأبواب الثمانية، وقدم بين يدي ذلك عملاً صالحاً مستقبلا ما أراد.
قال رسول الله عليه وسلم: «من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، من كان أهل الصلاة دعى من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعى من باب أهل الجهاد، ومن كان أهل الصيامدعى من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعى من باب الصدقة» (صحيح كما فى ص ج ص رقم 6109).
قال أبو بكر: هل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم، وأرجو أن تكون منهم».
الأبواب المغلقة: قال سالم بن عبد الله بن عمر: رأيت فى المنام كأن ثمانية أبواب للجنة فتحت إلا بابا واحد، فقلت: ما شأن هذا الباب؟! فقيل: هذا باب الجهاد ولم تجاهد، فأصبحت وأنا أشتري الظهر (الفرس الذي يقاتل عليه).
مختارات