ضياع صلاة الفجر - مظاهر الداء
ضياع صلاة الفجر - مظاهر الداء
علامة نفاق
قال ﷺ: «ليس صلاةٌ أثقَلَ على المُنافِقين من الفَجرِ والعِشاءِ، ولو يَعلمون ما فيهما لأتَوهُما ولو حَبوًا» (صحيح البخاري). وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: " ولقد رأيتُنا وما يتخلف عنها (صلاة الفجر) إلا منافقٌ معلوم النفاق ".
تسلط الشيطان
ذُكِر عند النبي ﷺ رجل نام ليلة حتى أصبح قال: «ذاك رجل بالَ الشيطان في أذنيه» (متفق عليه).
قال الإمام السيوطي: " بال الشيطان في أذنيه، قيل: هو على حقيقته ".
قال القرطبي وغيره: لا مانع من ذلك؛ إذ لا إحالة فيه لأنه ثبت أن الشيطان يأكل ويشرب وينكح، فلا مانع من أن يبول.
وقيل: " هو كناية عن سدِّ الشيطان أذن الذي ينام عن الصلاة حتى لا يسمع الذكر ".
وقيل: " معناه أن الشيطان ملأ سمعه بالأباطيل فحجبه عن الذكر ".
وقيل: " هو كناية عن ازدراء الشيطان له ".
وقيل: " معناه أن الشيطان استولى عليه واستخف به حتى اتخذه كالكنيف المُعَدُّ للبول، إذ من عادة المستخف بالشيء أن يبول عليه ".
سبب عذاب الآخرة
قال النبي ﷺ: «من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله، فمن أخفر ذمة الله (نَقَض عهده وغَدَر)كبَّه الله في النار لوجهه» (الترغيب والترهيب). والذي لا يضع ضمن برنامج يومه صلاة الفجر يُخشى عليه من الدخول في قوله ﷺ: «ولا تتركْ صلاةً مكتوبةً مُتعمِّدًا فمن تركها مُتعمِّدًا فقد بَرِئت منه الذِّمَّةُ» (الترغيب والترهيب).
ويكفيك أن آخر ابتسامة للنبي ﷺ كانت يوم الإثنين في شهر ربيع الأول حين كُشف عنه الستر، فنظر إلى الناس في صلاة الصبح، وكأنه سرَّه أن يكون آخر عهده أفضل الصلوات: صلاة الصبح، فكيف إذا علم عنك أنك ضيَّعتَها؟!
سبب عذاب القبر
ثبت في البخاري أن النبي ﷺ رأى في رؤيا: «أتينا على رجلٍ مضطجعٍ، وإذا آخرُ قائمٌ عليه بصخرةٍ، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغُ رأسَه، فيتدَهْدَهُ الحجرُ ها هنا، فيتبع الحجرَ فيأخذه، فلا يرجع إليه حتى يصحَّ رأسُه كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل به مرةَ الأولى» (صحيح البخاري).
وقد فسَّر جبريل وميكائيل ما رآه النبي ﷺ بأنه: «الرجلُ يأخذ القرآنَ فيرفضه وينام عن الصلاةِ المكتوبةِ» (صحيح البخاري).
سبب عذاب الآخرة
قال النبي ﷺ: «من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله، فمن أخفر ذمة الله (نَقَض عهده وغَدَر)كبَّه الله في النار لوجهه» (الترغيب والترهيب).
والذي لا يضع ضمن برنامج يومه صلاة الفجر يُخشى عليه من الدخول في قوله ﷺ: «ولا تتركْ صلاةً مكتوبةً مُتعمِّدًا فمن تركها مُتعمِّدًا فقد بَرِئت منه الذِّمَّةُ» (الترغيب والترهيب).
ويكفيك أن آخر ابتسامة للنبي ﷺ كانت يوم الإثنين في شهر ربيع الأول حين كُشف عنه الستر، فنظر إلى الناس فيصلاة الصبح، وكأنه سرَّه أن يكون آخر عهده أفضل الصلوات: صلاة الصبح، فكيف إذا علم عنك تضييعها؟!
علامة إيثار الدنيا
إن مقارنة سريعة بين الساعة الخامسة والسابعة صباحًا في شوارعنا هي أكثر الصورة إحراجًا وإيلامًا، وتكشف بوضوح كيف أن الدنيا في قلوبنا صارت مقدَّمة على الآخرة، وأن المال خير عندنا من المآل.
التهديد بحبوط العمل
في صحيح البخاري: «من ترك صلاة العصر حَبِط عمله».
وفارقٌ بين الفوات والترك، فالفوات ما لم يكُن عن عَمْدٍ، والترك ما كان عمدًا، ولذا عُوقِب صاحبه بحبوط العمل أي ثواب عمله. قال الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا: " أي أبطل ثواب عمله، أو المراد من يستحل تركه، أو هو تغليظ ". قال ابن حجر: " وأقرب هذه التأويلات قول من قال إن ذلك خَرَج مخرج الزجر الشديد ".
وإلا فلا يحبط العمل بالكلية إلا بالردة والكفر، وأما من تركها تساهلًا وإهمالًا، فقد حبط عمله ذلك اليوم، وهو باب من أبواب الكبائر كما قال ابن عباس: " من جمع بين صلاتين بغير عذر فقد أتى بابًا من أبواب الكبائر ".
لكن... ما علاقة صلاة العصر بصلاة الفجر؟!
قال محمد بن أبى صفرة: " ذكره لصلاة العصر بما تقدَّم فى الحديث يتناول من فاتته صلاة الفجر لكونها مشهودتين، ولِحَضِّ النبى عليه السلام عليهما خصوصًا ". وقال غيره: " نصُّه بالحبط لعمل تارك العصر غير تخصيص لها، بل ذلك بحُكم غيرها من الصلوات ".
مختارات