بين العجب بالعمل والفرح به
قال سيدنا أبو القاسم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم " ومن سرته حسنته وساءته معصيته فهو مؤمن ".
كثيرًا ما يشتبه على بعض الناس التفريقُ بين الفرح بالطاعة وبين العجب بها، وفرقان ما بينهما: أن الفَرِحَ بالطاعة مُطَالِعٌ لمنَّةِ الله عليه وتوفيقه لها، بينما المُعْجَبُ مُطَالِعٌ لعمله يُدِلُّ به على ربه، ويتكبر به على غيره والعياذ بالله.
وقد نقل شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رضي الله عنه عن أبي سليمان الداراني رضي الله عنه قوله: " إنما يعجب بفعله القدري لأنه لا يرى أنه هو الخالق لفعله. فأما أهل السنة الذين يقرون أن الله خالق أفعالهم وأن لله المنة عليهم في ذلك فكيف يعجبون بها؟ ".اهـ
ولا شك أن من ثمار القبول ذلك الفرح الذي يجده العبد في قلبه عند ملابسته الطاعة، والحزن والضيق عند ملابسته المعصية، فيدعوه الفرح إلى المداومة والاستزادة، ويدعوه الضيق إلى الإقلاع والتوبة والإنابة، فهو لا يصبر عن طاعة، ولا يصبر على معصية، والله أعلم.
مختارات