اسم الله الصمد 1
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
من أسماء الله الحسنى : ( الصمد ) :
أيها الأخوة الأكارم ، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى ، والاسم اليوم " الصمد " .
ورود اسم الصمد في القرآن الكريم في سورة الإخلاص فقط و وروده في السنة الشريفة :
اسم الله "الصمد" ورد مع اسمه الأحد في سورة الإخلاص فقط ،قال تعالى: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ " [الإخلاص:1-2] .
وقد ورد هذا الاسم أيضاً في السنة النبوية الصحيحة في عدة مواضع ، منها :" أنا الأحَدُ الصَّمَدُ الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ ، ولم يكن له كُفُوا " [البخاري] .
و : " قال النبي صلى الله عليه وسلم : أَيَعْجِزُ أحدُكُم أَن يقرأ ثُلث القرآن في ليلة ؟ فشقَّ ذلك عليهم ، وقالوا : أَيُّنا يُطيق ذلك يا رسولَ الله ؟ فقال : الله أحد ، الله الصمد ثلثُ القرآن " [البخاري] .و : " خرج إِلينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أقرأُ عليكم ثلث القرآن ؟ فقرأ : قُلْ هُوَ الله أَحَد ، الله الصمَدُ ... حتى ختمها " [مسلم] .
و : " كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوتر ـ يعني يقرأ في صلاة الوتر ـ بـ : سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ، و : قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ، و : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " [أبو داود] .
فهذه الأحاديث الصحيحة ، وفي تلك السورة الوحيدة ورد اسم " الصمد " .
الصمد في اللغة :
أيها الأخوة " الصمد " في اللغة صفة مشبهة لمن اتصف بالصمدية ، الفعل صمد يصمد ، صمداً ، هذا الفعل يأتي على عدة معانٍ ، منها السيد المطاع " الصمد " السيد المطاع الذي لا يقضى دونه أمر ، بالتعبير المعاصر : بكل تجمع يوجد رجل قوي لا يقضى دونه أمر ، هذا هو " الصمد " بالمعنى اللغوي .
ومنها " الصمد " الذي يُطعِم ، ولا يُطعَم .
ومنها " الصمد " هو السيد الذي ينتهي إليه السؤدد في كل شيء ، كل أنواع العظمة تنتهي إليه ، فله الصمدية المطلقة .
وقيل " الصمد " هو الدائم الباقي بعد فناء خلقه .
وقيل " الصمد " هو الذي يصمد إليه الأمر ، يعني يرجع إليه الأمر ، فلا يقضى دونه ، وليس فوقه أحد .
وقيل " الصمد " الذي صمد إليه كل شيء ، أي الذي خلق الأشياء كلها ، ولا يستغني عنه شيء ، كل هذه المعاني لكلمة " الصمد " تتمحور حول وحدانية الله جلّ جلاله .
الأقوال المتعددة في الصمد :
الإمام البخاري في باب قوله تعالى " اللَّهُ الصَّمَدُ " يقول : العرب تسمي أشرافها " الصمد " هو السيد الذي انتهى إليه المجد .
وقال أحد العلماء : الاسم " الصمد " فيه أقوال متعددة ، قد يظن أنها مختلفة وليست كذلك، بل كلها صواب ، أما المشهور من هذه الأقوال المتعددة قولان ، أحدهما أن " الصمد " هو الذي لا جوف له ، يعني أصم .أحياناً تنقر على طبل ، يصدر صوتاً ، أما لو نقرت على صخر لا يوجد صوت أبداً ، لأن الصخر لا جوف له ، لا يوجد فراغ بالداخل ، أصم ، ممتلئ .
" الصمد " هو الذي لا جوف له ، والثاني " الصمد " هو الذي يصمد إليه في الحوائج أي يقصد إليه في تلبية الحوائج .
وابن الجوزي يقول : " الصمد " أربعة أقوال ، أحدها أنه ؛ السيد الذي يصمد إليه في الحوائج ، والثاني ؛ أنه لا جوف له ، والثالث ؛ أنه الدائم ، والرابع ؛ الباقي بعد فناء خلقه وأصح الوجوه الأول ، لأن الاشتقاق يشهد له بذلك .
أيها الأخوة ، أصل " الصمد " القصد ، أنت من تقصد عندما تكون في ضائقة ؟ القوي ، تقصد من ؟ الغني ، تقصد من ؟ من بيده كل شيء ، تقصد من ؟ القادر ، معنى القوي ، معنى الغني ، معنى القادر ، معنى الواحد لا ند له ، لا شريك له ، هذه المعاني كلها يمكن أن تعبر عن معنى " الصمد " يعني المؤمن مع الواحد ، الأحد ، الفرد " الصمد " المؤمن مع القوي ، المؤمن مع الغني ، المؤمن مع القدير ، إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان الله عليك فمن معك ؟ ويا رب ماذا فقد من وجدك ؟ وماذا وجد من فقدك ؟ .
سرّ عظمة المؤمن الإقبال على الله عز وجل :
إخواننا الكرام ، الفقهاء لهم عبارة نحتاجها الآن ، لا تجوز الزكاة لطفل ، أو لابن الغني ، طفل صغير ، لا يملك من حطام الدنيا شيئاً ، لكن لأنه ابن غني ، لا تجوز الزكاة عليه ، لماذا ؟ قال : لأن الطفل طفل الغني غني بغنى أبيه ، يعد غنياً لأن أباه غنياً .
طبق هذا المثل على المؤمن ، المؤمن قوي بقوة الله ، المؤمن غني بغنى الله ، المؤمن قادر بقدرة الله ، أنت حينما تلتجئ إلى الله ، وتتجه نحوه ، وتتوكل عليه ، وتقبل عليه ، تكون قوياً ، وغنياً ، وعالماً ، وحكيماً ، هذا سرّ عظمة المؤمن .
أيها الأخوة ، كلمة مؤمن كلمة كبيرة جداً ، أي بمصطلحات البشر أنت حينما تقول : دكتور يعني يقرأ ويكتب ، يحمل شهادة ثانوية ، يحمل لسانس ، يحمل دبلوم ، يحمل ماجستير ، يحمل دكتوراه ، له مؤلفات ، ترك آثاراً علمية ، التحق بالجامعات ، له أساتذة ، لمجرد أن تقول كلمة دكتور ، كل هذه المعاني يمكن أن تنسحب عليه .
الآن لو قلت : كلمة مؤمن ، المؤمن مرتبة أخلاقية ، المؤمن مرتبة علمية ، المؤمن مرتبة جمالية ، يتميز المؤمن أنه عرف الحقيقة العظمى ، عرف الله ، يتميز المؤمن أنه أخلاقي ، يتميز المؤمن بأن له أذواقاً جمالية رائعة جداً فكلمة مؤمن مرتبة كبيرة جداً .
خلاصة المعاني في الصمدية :
أيها الأخوة ، لازلنا في اسم " الصمد " خلاصة المعاني في الصمدية أن " الصمد " هو السيد الذي له الكمال المطلق .
مرة ثانية أبين لكم : الإنسان كماله نسبي ، قاضٍ من بني البشر نَصِفه بأنه عادل ، إذاً معظم أحكامه صحيحة ، فهذا الحكم نسبي ، أصدر ألف حكم أربعة أحكام ليست صحيحة ، لا لسوء ظن منه ، ولا لسوء تصرف ، لكن هناك معلومات لم يصل إليها ، فلم يأتِ حكمه صحيحاً ، نقول : هو قاضٍ عادل، أما إذا قلنا : الله عدل نصف الله بالعدل ، والعدل إذا نسب إلى الله فهو صفة مطلقة ، يعني مستحيل وألف ألف ألف مستحيل أن يكون في الكون من آدم إلى يوم القيامة من يُظلم .
" لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ " [غافر:17] .
" وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً " [النساء:49] .
" وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ " [العنكبوت:40] .
" وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ " [الأنبياء:47] .
إذاً " الصمد " من له الكمال المطلق في كل شيء ، وهو المستغني عن كل شيء ، وكل من سواه مفتقر إليه ، في كل شيء ، ويصمد إليه ؛ يلجأ إليه ، ويعتمد عليه ، وهو الكامل في جميع صفاته وأفعاله ، لا نقص فيه لوجه من الوجوه ، وليس فوقه أحد في كماله ، وهو الذي يصمد إليه الناس في حوائجهم ، وسائر أمورهم ، فالأمور أُصمدت إليه ، وقيامها وبقاؤها عليه ، لا يقضي فيها غيره ، وهو المقصود في الرغائب ، والمستغاث به عند المصائب ، وهو الذي يُطعِم ، ولا يُطعَم ، ولم يلد ، ولم يولد .هذا الإله العظيم ألا يخطب وده ؟ ألا ترجى جنته ؟ ألا تخشى ناره ؟ هذا الإله العظيم يعصى ؟! لا تنظر إلى صغر الذنب ، ولكن انظر على من اجترأت .
أيها الأخوة ، هذه المعاني التي يمكن أن نستنبطها من اسم " الصمد " .
علامة محبة الله عز وجل للعبد جعل حوائج الناس إليه :
الآن حقيقة دقيقة جداً تتعلق بنا نحن المؤمنين ، الحقيقة أن الله عز وجل إذا أحبّ عبداً جعل حوائج الناس إليه ، لا تضجر إذا أقبل الناس عليك ، لا تضجر إذا طُرق بابك كثيراً ، لا تضجر إذا تحلق الناس حولك ، إذا أحبّ الله عبداً جعل حوائج الناس إليه ، علامة محبة من الله .
"عبدي أنا خلقت الخير والشر فطوبى لمن قدرت على يده الخير وويل لمن قدرت على يده الشر" [الطبراني] .
إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر فيما استعملك ، ما دورك في الحياة ؟ ما وظيفتك ؟ هل تلقي الحقائق على الناس أم تلقي عليهم الضلالات ؟ هل تلقي في قلوبهم الأمن أم تلقي في قلوبهم الخوف ؟ هل تأخذ منهم ما لك عندهم ، أم تأخذ منهم ما ليس لك عندهم ؟ .أيها الأخوة ، ينبغي لكل واحد أن يحاسب نفسه حساباً في الدنيا ، حتى يكون حسابه يسيراً يوم القيامة ، من حاسب نفسه في الدنيا حساباً يسيراً كان حسابه يوم القيامة عسيراً ، ومن كان يحاسب نفسه في الدنيا حساباً عسيراً كان حسابه يوم القيامة عسيراً .
" فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ " [الحجر:92-93] .
الإنسان الأحمق من توهم أنه لا يوجد حساب وعذاب بعد الموت :
هناك سؤال : " أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ " [القيامة:36-39] .
أنواع الإيمان :
1 ـ الإيمان الحسي :
أيها الأخوة ، أجمع العلماء على أن الإيمان أنواع منوعة ، هناك إيمان حسي أنا أرى أن الضوء متألق ، هذا إيماني حسي ، أرى تألق الضوء بعيني ، أنا أستمع إلى الصوت بأذني ، أنا ألمس هذه الطاولة بيدي ، هذا إيمان حسي ، هذه دائرة .
2 ـ الإيمان العقلي :
لكن هناك إيمان عقلي ، أنا أوقن أن في هذا المسجد كهرباء ، مع أني لا أراها لكن أرى آثارها ، أرى آثارها كتكبير الصوت ، أرى آثارها كتألق المصابيح ، أرى آثارها كعمل المكيف ، هذه آثار الكهرباء ، فالإيمان بوجود الكهرباء في المسجد إذاً عقلي ، وليس إيماناً حسياً ، هناك إيمان حسي أداته الحواس الخمس ، وإيمان عقلي أداته العقل ، الإيمان الحسي شيء ظهرت عينه وآثاره ، فالإيمان به بالحواس الخمس ، أما الإيمان العقلي شيء غابت عينه ، وبقيت آثاره ، تألق المصباح ، وعمل المكيف ، وتكبير الصوت .
لكن هذه الخزانة مهما تكن ذكياً ، مهما تكن ألمعياً ، مهما تكن عبقرياً هل تستطيع أن تخبرني ما بداخل هذه الخزانة ؟ أبداً ، إلا أن يأتي إنسان صادق يقول لك : فيها أجهزة الصوت .
3 ـ الإيمان الإخباري :
الإيمان الثالث إيمان إخباري ، هناك إيمان حسي أدواته الحواس الخمس ، وإيمان عقلي أدواته العقل ، وإيمان إخباري ، الإيمان الحسي لشيء ظهرت عينه وآثاره معاً ، فالحواس الخمس ، أو استطالات الحواس الخمس ، كالميكروسكوب ، والتليسكوب .
أما الإيمان العقلي لشيء غابت عينه ، وبقيت آثاره ، الإيمان بالله عز وجل الكون ينطق بوجوده ، ووحدانيته ، وكماله ، كل شيء في الكون آية تدل عليه ، فالإيمان بالله إيمان عقلي .
لكن الإيمان بالآخرة ، الإيمان بالملائكة ، الإيمان بالجن ، الملك غابت عينه وآثاره ، والجن غابت عينه وآثاره ، فالشيء الذي غابت عينه وآثاره هذا عالم الغيب الإيمان به بدليل إخباري ، يعني الله عز وجل أخبرنا أنه بعد الموت جنة أو نار ، الله عز وجل أخبرنا أن هناك ملائكة يسبحون الله ، الله أخبرنا أن هناك جن ، مخلوقات ، هذا إيمان إخباري .
الإيمان باليوم الآخر إيمان عقلي حسب رأي ابن قيم الجوزية :
إلا أن أحد العلماء الكبار وهو ابن القيم رحمه تعالى يرى أن الإيمان باليوم الآخر إيمان عقلي ، لأن العقل لا يقبل أن هذا الكون العظيم ، هذه القدرة الهائلة ، هذه الحكمة الحكيمة ، هذا الخلق الرائع ، هذا التنوع بالمخلوقات ، هذه الدقة في الصنع ، يقابلها ظلم ، هناك غني وهناك فقير ، هناك قوي وهناك ضعيف ، هناك صحيح وهناك مريض ، هناك وسيم وهناك دميم ، ابن القيم رحمه الله تعالى يرى ، وينفرد أن الإيمان باليوم الآخر إيمان عقلي أيضاً ، فضلاً عن أن الإيمان باليوم الآخر إيماناً إخباري ، هو إيمان عقلي لأن العقل السليم لا يقبل أبداً أن تنتهي الحياة ، وهناك مظلوم ، وهناك غني ، وهناك صحيح ، وهناك فقير معدم ، وهناك دول طاغية ، وهناك دول تعاني ما تعاني من سيطرة هذه الدول لا تفهم الحياة على حقيقتها إلا باليوم الآخر .
العاقل من لا يوازن بين شيئين إلا إذا أضاف مصيره في الآخرة مع وضعه في الدنيا :
أنا أنصح الأخوة الكرام : لا توازن بين شيئين ، لا توازن بين شخصين ، لا توازن بين عملين ، لا توازن بين مجموعتين ، لا توازن بين نشاطين ، إلا إذا أضفت مصيره في الآخرة مع وضعه في الدنيا ، ثم وازن ، لا توازن بين مجتمعين ، ولا بين مؤسستين ولا بين تجارتين .
الآن أربح أنواع التجارات تجارة المخدرات ، المخدرات من مكان زراعتها ، إلى مكان بيعها هناك ألف ضعف ، كل التجارات بالأرض التجارات بالمئة عشرة ، بالمئة خمسة عشر ، بالمئة عشرون ، أما المخدرات ألف ضعف أرباحها ، بين مكان زراعتها ، ومكان استهلاكها في ألف ضعف .
فلذلك الإيمان باليوم الآخر عند ابن القيم إيمان عقلي ، لأن الله سبحانه وتعالى كماله مطلق ، ويستحيل أن يدع عباده بلا حساب ، ولا محاسبة ، ولا مسؤولية ، وليؤمن لمجرد أن يعتقد أن الله يعلم ، وسيحاسب، وسيعاقب ، يستقيم على أمر الله ، الإيمان من أجل أن تستقيم ، الإيمان من أجل أن تأتي الله يوم القيامة طاهراً ، نقياً ، مستقيماً .
معرفة أسماء الله الحسنى معرفة مصيرية تحدد حركة الإنسان في الحياة :
هناك دروس مصيرية ، صدق أيها الأخ الكريم ، أن معرفة أسماء الله الحسنى معرفة مصيرية ، أي تحدد حركتك في الحياة ، إله عظيم يحاسب على كل سلوك ، على كل حركة ، وعلى كل سكنة .
جاء أعرابي إلى النبي عليه الصلاة والسلام قال له : يا رسول الله ، عظني ولا تطل ، فتلا عليه النبي قوله تعالى : " فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ " [الزلزلة:7-8] قال : كُفيت ، المصحف ستمئة صفحة ، وهناك ملايين الكتب ، وملايين المحاضرات ، والمؤتمرات ، والندوات ، والنشرات ، تلا عليه آية واحدة ، قال : كفيت ، فقال عليه الصلاة والسلام : فقه الرجل ، أي صار فقيهاً ، فَقُه غير فَقِه ، فَقِه باللغة يعني عرف الحكم ، أما فَقُه أصبح فقيهاً ، من آية واحدة .
أنت كإنسان مع وزارة المالية ، وأنت مستورد ، إذا أغفلت صفة استوردتها ، ولم تخبر بها المالية ، والمالية عندها وسائل لكل مستورداتك ، فإذا فعلت هذا معها أهدرت كل حساباتك ، وكلفت ضريبة أضعافاً مضاعفة ، لماذا لا يمكن أن تغفل صفقة استوردتها أمام إنسان لكن يملك المعلومات الدقيقة عنك ؟ أنت مع إنسان عادي ، يعلم ، يطولك علمه ، وتطولك قدرته لا يمكن أن تعصيه ، مع إنسان ، أي إنسان أقوى منك يطولك علمه ، وتطولك قدرته لا تعصيه ، فإذا أيقنت أن الله يعلم ، وسيحاسب ، وسيعاقب تستقيم على أمره .
لذلك معرفة أسماء الله الحسنى من أجل أن تستقيم على أمره ، ومن أجل أن تأتيه يوم القيامة طاهراً نقياً تستحق الجنة .