" شبهة في الحياء "
" شبهة في الحياء "
قال القرطبي رحمه الله: (قد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يأخذ نفسه بالحياء ويأمر به، ويحث عليه، ومع ذلك فلا يمنعه الحياء من حق يقوله، أو أمرٍ ديني يفعله، تمسكاً بقوله تعالى: " واللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ " [الأحزاب: 53].
وهذا هو نهاية الحياء وكماله، وحسنه واعتداله، فإن من فَرَطَ عليه الحياء حتى منعه من الحق، فقد ترك الحياء من الخالق، واستحيا من الخلق، ومن كان هكذا حرم منافع الحياء، واتَّصف بالنفاق والرياء، والحياء من الله هو الأصل والأساس، فإن الله أحق أن يستحيا منه، فليحفظ هذا الأصل فإنه نافع).
عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يمنعنَّ رجلاً هيبة الناس أن يقول بحقٍ، إذا علمه أو شهده، أو سمعه ُ " [رواه ابن ماجه].
عن أبي عامر الألهاني رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لأعلمنَّ أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسناتٍ أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباءً منثوراً " قال ثوبان: يا رسول الله، صفهم لنا، جلِّهم لنا ؛ ألا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال " أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها " [رواه بن ماجه].
وإذا خلــوت بريبـــةٍ في ظلمــــة ٍ والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
مختارات