" نزع الحيــاء "
" نزع الحيــاء "
قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى،إذا لم تستح فاصنع ماشئت " [رواه البخاري].
قال الشيخ صالح الفوازان حفظه الله:
ومعناه: إن لم يستح صنع ما شاء من القبائح والنقائص، فإن المانع له من ذلك هو الحياء وهو غير موجود، ومن لم يكن له حياء انهمك في كل فحشاء ومنكر.
عن سلمان الفارسي رضى الله عنه قال: (إن الله إذا أراد بعبدٍ هلاكاً نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مَقيتاً مُمَقَّتاً، فإذا كان مَقيتاً مُمَقَّتاً نزع منه الأمانة فلم تقله إلا خائناً مُخَوَّناً، فإذا كان خائناً مخوناً نزع منه الرحمة فلم تلقه إلا فظاً غليظاً، فإذا كان فظاً غليظاً نزع ربقة الإيمان من عنقه، فإذا نزع ربقة الإيمان من عنقه لم تلقه إلا شيطاناً لعيناً ملعناً " (جامع العلوم والحكم).
وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: (الحياء والإيمان في قرن، فإذا نزع الحياء تبعه الآخر).
وقد دل الحديث وهذان الأثران على أن من فقد الحياء لم يبق ما يمنعه من فعل القبائح، فلا يتورع عن الحرام، ولا يخاف من الآثام، ولا يَكُفُّ لسانه عن قبيح الكلام، ولهذا لما قلَّ الحياء في هذا الزمان أو انعدم عند بعض الناس كثرت المنكرات، وظهرت العورات، وجاهروا بالفضائح، واستحسنوا القبائح، وقلَّت الغَيرة على المحارم أو انعدمت عند كثير من الناس، بل صارت القبائح والرذائل عند بعض الناس فضائل وافتخروا بها، فمنهم: المطرب والملحِّن والمغني والماجِنْ، ومنهم اللاعب التاعب الذي أنهك جسمه وضيَّع وقته في أنواع اللعب، وأقلُّ حياءً وأشدُّ تفاهةً من هؤلاء المغنِّين واللاعبين: من يستمع لغوهم، أو ينظر ألعابهم، ويضيع كثيراً من أوقاته في ذلك.
ومن قلَّت الحياء وضعف الغيرة في قلوب الرجال:
*استقدامهم النساء الأجنبيات السافرات أو الكافرات،وخلطهم لهنَّ مع عوائلهم داخل بيوتهم، وجعلُهُنَّ يزاولن الأعمال بين الرجال، وربما يستقبلن الزائرين، ويقمن بصب القهوة للرجال.
*أو استقدامهم للرجال الأجانب سائقين وخدامين، يطلعون على محارمهم ويخلون مع نسائهم في البيوت وفي السيارات عند الذهاب بهن إلى المدارس والأسواق، فأين الغَيرة وأين الحياء وأين الشهامة والرجولة؟!.
ومن ذهاب الحياء في النساء اليوم:
*ما ظهرفي الكثير منهن من عدم السِتر والحجاب، والخروج إلى الأسواق متطيبات متجملات لابسات لأنواع الحلي والزينة، لا يبالين بنظر الرجال إليهن، بل ربما يفتخِرْن بذلك، ومنهن من تغطي وجهها في الشارع، وإذا دخلت المعرض كشفت عن وجهها وذراعيها عند صاحب المعرض ومازحته بالكلام وخضعت له بالقول، لتُطْمِعَ الذي في قلبه مرض.
ثم قال حفظه الله:
ومن ذهاب الحياء من بعض الرجال أو النساء:
* شغفهم باستماع الأغاني والمزامير، من الإذاعات ومن أشرطة التسجيل.
أين الحياء ممن يشتري الأفلام الخليعة، ويعرضها في بيته أمام نسائه وأولاده، بما فيها من مناظر الفجور وقتل الأخلاق، وإثارة الشهوة، والدعوة إلى الفحشاء والمنكر؟!
أين الحياء ممن ضيعوا أولادهم في الشوارع: يخالطون من شاءوا، ويصاحبون ما هبَّ ودبَّ من ذوي الأخلاق السيئة، أو يضايقون الناس في طرقاتهم ويقفون بسياراتهم في وسط الشارع، حتى يمنعوا المارَّة أو يهددون حياتهم بالعبث بالسيارات وبما يسمونه بالتفحيط؟ !.
* أين الحياء من المدخن الذي ينفث الخبيث من فمه في وجود جلسائه ومن حوله، فيخنق أنفاسهم ويقزِّزُ نفوسَهم ويملأ مشامَّهُم من نتَنه ورائحته الكريهة؟!.
* أين الحياء من التاجر الذي يخدع الزبائن، ويغش السلع، ويكذب على الناس؟
* إن الذي حمل هؤلاء على النزول إلى هذه المستويات الهابطة هو ذهاب الحياء، كما قال صلى الله عليه وسلم " إذا لم تستح فاصنع ما شئت ".
مختارات