تحت جَنَاحِ مَلَك
" قصاصة كتبتها يومًا في خزانتي الخاصة..لها أخوات..أحببت أن ترى النور هنا..تبجيلًا للحجاب، ولأخواتنا اللؤلؤيات.. "
هزْمةٌ:
مَن كانت خطوتها الأولى من قلب الشمس..كانت خطوتها الأخيرة في خيام الفردوس!
_ _ _ _ _
أيتها المباركة الطهور..
.
يا من ترسمين أبعادًا جديدة لزوايا الكون..كل زاوية تنادي: أنا حرَّة!
إن الحر مَن يعيش في فكرة قلبه، لا في أهوائه..
والذي ينطلق من أسر الشهوة إلى بحبوحة النور!
والذي يعيش ليحيا..لا الذي يعيش ليفنى..
منذ أنْ درجتِ بردائك الشريف على مدرجة الحياة رسمتِ خارطة الكون..
ويوم أن ارتحلتِ إلى السماء صافحتكِ النجوم...
لا زلتِ ترقمين بـأصابع النور بسمةً خضراء في بستان صدري..
وعلى وجهك المُحَجَّبِ عنوانُ الأمل الذي أسعى إليه!
.
.
يا زهرة النور..
إليكِ أرفع هذا النشيد الملون:
.
أنتِ التي عَلَّمَتْنِي أن الحقيقة الشعورية تقود إلى الحقيقة الشرعية..
وأنّ الإنسان يَُقادُ من رُوحه لا من غرائزه..
وأنّ الطيران على أجنحة التهتك صعودٌ..ولكن إلى الأسفل!
وانطلاقٌ...ولكن إلى الوراء!
.
.
يا سيدتي السامية..هنالك أراكِ تشيرين إليّ:
خلِّ نفسك وتعالَ..
.
تصدحين في أفلاك الهدى: أن هذا الطريق لا يقطع بالأقدام ولا بالمسافات..وإنما بالقلوب والأرواح..!
تكتبين على جدار الأفق: أيتها السماء..قد رجع إليكِ بدرك!
وتنثرين بيادر الحرف في ميدان الروح قائلةً:
أحمل النور المُخَبّأ في زوايا الروح..أُلَوِّن به تاريخ النفس..فيوم أن ينهدم بناء العمر لن يبقى إلا تاريخ النفس!
.
وما أجملَ الصفحاتِ المضيئةَ بحبه تشفع للعبد في عرصات الشدة يوم البعث!
وما أنضر التاريخ نكتبه بطاعته سبحانه!
وما أروع الضيقَ الذي يقودني إلى الفَرَج!
وما أهنأَ القيدَ الذي يشعرني بعافية العبودية!
وما أنْصَعَ السِّتْرَ الذي يصنع كَوْنِيَ الفريد!
وما أبهجَ الحجابَ الذي أطل من ورائه على روضات اللؤلؤ!
ما أروعكِ وأنتِ تنادين:
أيها الهجير..لست تؤلمني..
فإنَّ كل حبة في وقدة الهجير جُمَانةٌ في تاج الصِّدِّيقِيَّة!
.
.
أيتها الروح المباركة
.
يا مَنْ إذا تكاسلتِ الرُّوحُ في هيكلها كنتِ ربيعًا مُتَجَدِّدًا يتَدَلَّى من حقولِ السَّمَاء!
ونمطًا جديدًا من استعلاءِ الرُّوحِ على غُبَارِ الأرضِ وأَهْلِيهَا!
ويوم أن تتجَدَّد الرُّوحُ بالإيمانِ في أصحابها سنسود العالم..
ولكن..
لما تبلَّدتْ فهوتْ إلى أسفل السُّفْلِ تزعمه حُبًّا، وإلى أجهل الجهل تَظُنُّه رُقِيًّا، وإلى الحماقة الفارغة تخالها تَحَضُّرًا...صِرنا إلى الهزيمة!!
.
.
أيتها الحانية المعتصمة بربها!
يا حادية الركب إلى الجنة..
.
ويا ربيع السعادة الْمُلَوَّن بأطيافِ الجَلَال..
ويا وَهَجَ العِفَّةِ في محراب الجمال!
يا بستانَ الأمل الواثقِ بالشمس!
ويا ابنةَ الفَلَقِ الْمُنَدَّى بالحَيَاء
أيتها الكلمةُ الإلهيَّةُ في مواجهة كلمة الطيــــن..
كلمة الصدق للنائمين على رصيف الأحلام!
كلمة الرُّوح إذا ما استَعَرَتِ الشهوةُ في آماد النفوس!
.
يا قِصَّةَ الليل الساجدِ..والضَّوْءِ الْمُسَبِّح!..
واللغة الاستثنائية في عالم الناس..
كوني لله..يحبَّك الله!
مختارات