" نعمة الأخوة والصحبة الحسنة "
" نعمة الأخوة والصحبة الحسنة "
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10].
وهذه كذلك أوجهها لك أنت أيها - الأخ المؤمن - هل علمت ما أعد الله للمتحابين فيه والمتزاورين فيه؟ قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لاظل إلا ظلي» «المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء».
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «سبعة يُظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله- ذكر منهم رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه».
إنها نعمة عظيمة حقًاتستحق الشكر منك، هل شكرت الله يوما على من هم حولك من المؤمنين، والذي كان لهم الفضل بعد الله في هدايتك واستقامتك؟!
وبفضل الله ثم بفضل هؤلاء الجلساء الصالحين نلت تلك المراتب العالية، أليست هذه نعمة تستحق الشكر؟!
كم كنت تغفل فيذكرونك ! وكم كنت تُخطئ فيوجهونك ! وكم اكتسبت منهم خُلقًا وعلمًا وتوجيهًا ! كم لهؤلاء الجلساء الصالحين من إفضال عليك !!
تصور نفسك - أخي المؤمن - لو كنت وحدك لا تُجالس الأخيار ولا تُصاحبهم، هل ستفوز بما أعده الله لهم؟ وكيف ستكون حالك إذا كنت منطويًا على نفسك في بيتك لا يعرفك أحد ولا يستفيد منك أحد؟! أما علمت أن الذئب يأكل من الغنم القاصية ! وكم هم الذين استذلهم الشيطان بسبب بعدهم عن مجالس الذكر وصحبة الأخيار !! ثم كان مصيرهم في النهاية مؤلمًا !
فلنعرف قدر هذه النعمة، ولنحرص عليها كما قال ربنا - تبارك وتعالى: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28].
الحمد لله على نعمة الأخوة في الله
مختارات