" نعمة الإيمان "
" نعمة الإيمان "
إنها المرتبة الثانية بعد الإسلام.
وإنني في هذه الأسطر أخاطبك أنت يا من رفعك الله عن غيرك درجة، وأصبحت أكثر إيمانًا بالله، وخوفًا منه، ورجاء فيه، وتوكلاً عليه.
يا من تركت الكثير من شهواتك لله، وخوفًا منه واستبدلت بمعاصيك طاعات لله، وأصبحت في ركاب أهل الإيمان، وظهرت عليك سماتهم وتخلقت بأخلاقهم، وملأت قلبك قرآنا وتذكرة، وخشية وحبًا وطردت قران الشيطان والهوى.
هل علمت ماذا قال الله عن هؤلاء القوم؟
وماذا أعد الله لهم؟
سأسوق لك- أخي المؤمن- ما قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾ [البينة: 7].
وقال عنهم: ﴿ يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11].
وقال فيما أعده لهم في الآخرة ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ﴾ [الكهف: 107، 108].
﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا ﴾ [العنكبوت: 58].
أين هذه الدرجات من تلك الدركات؟
هنا جنات خالدين فيها، وهناك نار جهنم خالدين فيها، هنا روح وريحان، وجنة نعيم، وهناك سلاسل وأغلال وسعير وسقر، هنا ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وذلك من النعيم.
وهناك ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر من الجحيم وأصناف العذاب.
أخي المؤمن:
وبعد هل شكرنا الله على نعمة الإيمان؟ وهل شكرنا الله على اصطفائنا بهذه النعمة؟ وأن هدانا للإيمان بفضله وكرمه !! والذي أعاننا على ترك كثير من المعاصي والآثام التي لا يزال كثير من الناس مُصرين عليها، وأعطانا ووهبنا إيمانًا يمنعنا من الوقوع في الشرك والكبائر.
أتراك أخي المؤمن تظن أنك صاحب الفضل في هدايتك واستقامتك وعلمك، احذر كل الحذر؛ واعلم أن الله هو الذي منّ عليك بهذا كله، وإلا فأنت عبد ضعيف مسكين، لا تملك من أمرك شيئًا، هل علمت فضل الله عليك؟ وهل تذكرته جيدًا؟
وهل شكرت الله على هذه النعمة؟ أم لا تزال كثرة الأعمال تنسيك شكرها !!
الحمد لله على نعمة الإيمان
مختارات