" التحلي بالصدق "
" التحلي بالصدق "
الصدق من أعظم الفضائل الأخلاقية، وأكرم الصفات الإنسانية، وهو أساس الإيمان، به تظهر الرفعة والهمة والعلو يتحلى به الأماثل من الرجال، ويتصف به الأوفياء من المؤمنين، فأبو بكر الصديق رضى الله عنه لم تُعدّ عليه كذبة في حياته.
يقول مصعب بن الزبير رضى الله عنه في وصف أبي بكر الصديق رضى الله عنه: " وأجمعت الأمة على تسميته بالصديق، لأنه بادر إلى تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولازم الصدق، فلم تقع منه هنة ما، ولا وقفة في حال من الأحوال " (تهذيب اللغات) والله أمر رسوله أن يجعل مدخله ومخرجه على الصدق " وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا " [الإسراء: 80].
وهو علامة على رفعة المتصف به، التحلي به يوصل العبد إلى منازل الأبرار، وإذا رأيت رجلاً صادقاً في حديثه وتعامله، فترقب علوه ورفعته وصحة همته.
يقول الجنيد: " حقيقة الصدق أن تَصدق في موطن لا يُنجيك منه إلا الكذب ".
وإذا تحليت بالصدق فاعلم أن ذلك من منن الله العظيمة عليك.
يقول ابن القيم (زاد المعاد): " ما أنعم الله على عبد بعد الإسلام بنعمة أفضل من الصدق الذي هو غذاء الإسلام وحياته، ولا ابتلاه ببلية أعظم من الكذب الذي هو مرض الإسلام وفساده ". ويوم القيامة لا ينجي العبد إلا الصدق قال سبحانه: " قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " [المائدة: 119].
فلازم الصدق في قولك وفعلك لتلحق برتبة الصديقين في الجنة.
مختارات