" الفكـر الغـبي "
" الفكـر الغـبي "
أي حرية رأيٍ يزعمون؟ إن الفكر الحرَّ في نَظَرِ العلمانيين العرب هو ما علموه من جامعات الغرب، وما دَسَّه في عقولهم وأفكارهم أساتذتُهم وبعض أعلام ورُوَّاد التبشير الأوروبي وغيره، وأوكلوا إلى مريديهم القيام بدور المهمة التي عجز السادة عن القيام بها، وإقناع الناس بمضمونها المدمِّر.
فأوكلوا تنفيذ تلك المخططَّات الرَّهيبة المدمرة لأخلاق المسلمين ومعتقداتهم، وتَسَلَّمَها الأذناب كما يتسلم رقيب الخلف الراية من رقيب السلف، وسموها ظلمًا وزورًا باسم الفكر الحر، ولربَّما هششنا لسماع كلمة الفكر الحر وقلنا: عسى أن يرفع ذلك الفكر الحر بعض القيود المفروضة على حرية الفكر الإسلامي في بعض البلدان، وحين كشف عن وجهه الكالح وأعلنت مبادئ ذلك الفكر الحر كما يسمونه لمخادعة الجماهير الإسلامية، فإذا بالجبل يتمخض عن فأرة، وإذا بخيبة الأمل تفاجئ الأمة الإسلامية، وإذا بذلك الفكر المستورد يهاجم أَجَلَّ ما عُرِفَ به الإسلام وحده؛ يهاجمه بضراوة وشراسة لم يسبق لها في التاريخ مثيل، ثم يجبن عن كل ما سواه من الظلم والاستبداد في كل بلد ابتلي بالقوانين العلمانية الوافدة على المسلمين بواسطة أبنائهم.
إن هذا الكذب الصَّريح على الإسلام ورسول الإسلام وصحابتِه الكرام بحجة حرية الرأي يدعونا إلى الاستهجان الساخر، ثم نسألهم والجهالة فنون: كيف تنحصر هذه الحرية المفتعلة المستوردة ضد القرآن وخاتم الأنبياء والمعتقدات الإسلامية وحده؟ ولماذا تختفي حرية الرأي وتجبن عن ذكر مساوئ المخلوق غير المعصوم ووصفه بما فيه من جور وظلم وتعسُّف وغطرسة؟ ثم لا يتورع أدعياء حرية الرأي المارقون عن الإساءة إلى أطهر خلق الله محمد الهادي البشير صلى الله عليه وسلم بأكاذيب وافتراءات ملفَّقة باعثها النفاق، بل الكفر الصريح والحقد الدفين والعمالة لأعداء الإسلام، بعد أن قبضوا الأجر من سادتهم.
مختارات