" ينكرون عقوبة المرتدين "
" ينكرون عقوبة المرتدين "
أما طعنهم في الأحاديث الصحيحة التي هي الدليل على عقوبة المرتدين، وعبارة أولئك الملاحدة التي طابعها الكذب الصريح، والتَهَجُّم السافر على كتاب الله العظيم وعلى رسوله الأمين، وعلى السنة النبوية الطاهرة، كما نصبوا أنفسهم وكأنهم من علماء الجرح والتعديل، وأنهم علماء مجتهدون في نقد الأحاديث - فهم صفر على الشمال لا هَمَّ لهم إلا تكذيب الرسالة المحمدية والتشكيك في الأحاديث الصحيحة، وهي الأصل الثاني بعد كتاب الله تبارك وتعالى، ويزعم الدكتور أحمد صبحي منصور المطرود من جامعة الأزهر، وهو ينكر أن تكون السنة النبوية مصدرًا من مصادر التشريع؛ ففي كتابه " الحسبة " ص (9) يُنْكِرُ حد عقوبة المرتدين عن الإسلام، ويزعم - قَبَّحه الله - أنه لا وجود لشيء في الإسلام ولا في الأحاديث النبوية اسمه عقوبة المرتدين، وكلَّ ما ورد في ذلك هو من وضع الدولة العباسية.
قلت: الحمد لله؛ فقد فضحهم الله بجهلهم وغبائهم؛ فقد أورد الإمام البخاري في كتاب الحدود من صحيحه، وكذلك مسلم وغيرهما من أصحاب السنن عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم نفرٌ مِنْ عكل فأسلموا، فاجتووا المدينة، " فأمرهم أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من أبوالها وألبانها، ففعلوا فَصَحُّوا، فارتدوا فَقَتَلوا رعائتها واستاقوا الإبل، فبعث في أثرهم فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمَّر أعينهم، ثم لم يحسمهم حتى ماتوا ".
وفي كتاب استتابة المرتدين من صحيح البخاري رقم (6922) حين أتى علي رضي الله عنه بزنادقة فحرَّقهم، فبلغ ذلك ابنَ عباس رضي الله عنهما فقال: لو كنت أنا لم أحرِّقْهم؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تُعَذِّبوا بعذاب الله» ولقتلتهم؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَدَّلَ دينَه فاقتلوه».
وفي كتاب استتابة المرتدين أيضًا برقم (6923): حيث بعث أبا موسى الأشعري وأتبعه بمعاذ بن جبل رضي الله عنهما، فلما قدم معاذ على أبي موسى ألقى له وسادة: قال: انزل، فإذا رجل عنده مُوَثَّق، قال: ما هذا؟ قال: كان يهوديًا فأسلم ثم تهوَّد، ثم قال: اجلس، قال: لا أجلس حتى يُقْتَل، قضاء الله ورسوله، ثلاث مرات، فأمر به فقتل... الحديث.
وفي قتال أبي بكر الصديق رضي الله عنه للمرتدين وإجماع الصحابة على ذلك وهم مجتمعون - أكبرُ دليلٍ على قتل وقتال المرتدين، فهل كان ذلك من وضع الدولة العباسية؟ إن مدرب الكلاب لا يسوس الخيل، وعلم أولئك الملاحدة في التشريع الإسلامي كعلم البهائم في صياغة الذهب، ولا هَمَّ لهم في تعريف الحق من الباطل، وإنما قصدُهم إثارةُ البَلْبَلَة وتكفيرُ الناس وصدُّهم عن دينهم وتشكيكهم في معتقداتهم؛ سيرًا على نهج إمامهم وقائد مسيرتهم القسّ زويمر ومن كان على مثل طريقته واتَّبَع مِلَّتَه.
مختارات