" العثرة الثانية "
" العثرة الثانية "
لا تسعني الدنيا... ولا أخبئ فرحتي.. أخفيت ابتسامة عريضة يلونها الخجل وأنا أسمع أعز صديقاتي تحدثني عن أخيها.. يريدك زوجة له !!
قلت في نفسي: متى يجتمع لي أعز صديقة.. وزوجي أخ لها.
أثنت على خلقه وعلى أدبه.. وقالت وهي تضحك: ستعيشين كأميرة في القرون الوسطى..
سيحملك على كفوف الراحة.. وسيغدق عليك أنهار المحبة..
تسارعت الأحداث.. والفرحة أعمت البصر والبصيرة.. لم أسأل عن شيء.. ولا حتى المهر.. ولا أين سأسكن؟!
ولم ندقق في عمله.. وأين يعمل؟!
يكفي أنه أخ لأعز صديقة وأغلى أخت.. بدأت أرسم معها تصميم الفساتين واستشيرها في ألوان الأقمشة.. وحتى الذهب سألتها عنه.. بل حتى أثاث المطبخ.. بل سألتها عن ما يحب وما يكره.. وما هي أغلى هدية تقدم له؟!
والدلي.. أصابه ذهول من تصميمي وحرصي على هذا الزوج.. وكلما رآني دعا لي بالتوفيق.. فأنا وحيدته من البنات.
اختار أفضل الأماكن وأغلى الفنادق.. واحتار في هديته التي سيقدمها إليَّ..
أما أنا فحلم عشته في الليل والنهار.. عاطفة هوجاء تحركني.. تقتلع جذور التفكير من قلبي.. مندفعة في تصرفاتي وفي حديثي عنه.. وعن أخته..
وفي ليلة الزواج.. وعيني لا تستقر من الفرح.. بدأت ألمحه عن قرب وقلبي يحدثه بما فيه من المحبة..
ولكن بدأت رويدًا رويدًا.. أرى الحلم كابوسًا.. والفرحة دمعة.. والسعادة وهمًا...
تطغى عليه الهواجس.. ويبدو مهمومًا.. ويسهر كثيرًا.. وتقلب عينيه بدأ يخيفني !!
في داخلي صوت يرتفع.. وأنا أرى زميلتي.. تقول.. لا تدققي.. ولا تفكري.. يكفي أنه أخي !!
ولكني يومًا.. فكرت.. لم أتزوج زميلتي.. بل تزوجته..
رفعت سماعة الهاتف.. فإذا صوت أبي يطير من الفرح.. ولكن أتاه صوتي المتعب.. ونبراتي المجهدة..
لا أريده إنه مدمن مخدرات !!
كيف..؟ صوت أبي القوي.. بدأ ينهار وهو يقول.. أين أنت الآن؟!
أيام فإذا السعادة وهم.. وإذا الفرح غم.
وإذا بي أقول.. كيف ترضين يا صديقتي -السابقة- أن تكذبي عليّ؟!
لو تقدم لك أترضين؟!.. كيف تخدعينني؟!
أختي المسلمة: كثيرات يخطبن لأقاربهن أو إخوانهن يسبغن المدح والثناء والصفات الحميدة !! وأنه.. وأنه !! وهي كلها أو بعضها كلمات كاذبة وعبارات خاطئة.. تضلل المسكينة وأهلها..
أختي المسلمة: لو كذب عليك طفل صغير لتضايقت من كذبه وسوء تربيته..
ما بالك تكذبين على الناس؟! وهل ترضين ذلك لابنتك؟ هل تقبلينه لمسلمة !!
ما بعد العثرة:
جاءت أخت الربيع بن خثيم إلى بني له، فانكبت عليه، فقالت: كيف أنت يا بني؟ فقال الربيع: أرضعتيه؟ قالت: لا، قال: ما عليك لو قلت يا ابن أخي، فصدقت !! [كتاب الصمت].
مختارات