" أين نحن من هؤلاء في : التوبة وطلب المغفرة "
" أين نحن من هؤلاء في: التوبة وطلب المغفرة "
الصلاة تغفر الذنب:
* عن أنس رضي الله عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءه رجل، فقال: يا رسول الله، إني أصبت حدًا، فأقمه على، قال: ولم يسأله عنه، فحضرت الصلاة، فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة؛ قام إليه الرجل، فقال: يا رسول الله، إني أصبت حدًا، فأقم في كتاب الله، قال: «أليس قد صليت معنا؟» قال: نعم، قال: «فإن الله قد غفر لك ذنبك – أو قال: حدك» (متفق عليه).
مغفرة الذنب يوم القيامة:
* قال أبو هريرة رضي الله عنه: يدني الله العبد يوم القيامة، فيضع عليه كنفه، فيستره عن الخلائق كلها، ويدفع إليه كتابه في ذلك الستر، فيقول: اقرأ يا ابن آدم كتابك، فيقرأ، فيمر بالحسنة، فيبيض لها وجهه، ويسر بها قلبه، فيقول الله: أتعرف يا عبدي؟ فيقول: نعم، فيقول: إني قبلتها منك، فيسجد، فيقول: ارفع رأسك، وعد في كتابك، فيمر بالسيئة، فيسودّ لها وجهه، ويوجل منها قلبه، وترتعد منها فرائصه، ويأخذه من الحياء من ربه ما لا يعلمه غيره، فيقول الله: أتعرف يا عبدي؟ فيقول: نعم يا رب، فيقول: إني قد غفرتها لك، فيسجد، فلا يرى منه الخلائق إلا السجود، حتى ينادي بعضهم بعضًا: طوبى لهذا العبد الذي لم يعص الله قط، ولا يدرون ما قد لقي فيما بينه وبين ربه عز وجل مما قد وقفه عليه (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب).
الكبيرة والاستغفار:
* روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب).
رجاء المغفرة:
* سئل الإمام أحمد عن رجل اكتسب مالاً من شبهة، أصلاته وتسبيحه تحط عنه شيئًا من ذلك؟ فقال: إن صلى، وسبح يريد به ذلك، فأرجو له قول الله تعالى: " خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ " [التوبة: 102] (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب).
فضل الذكر في المغفرة:
* سئل الحسن عن رجل لا يتحاشى عن معصيته إلا أن لسانه لا يفتر عن ذكر الله؟ قال: إن ذلك لعون حسن (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب).
فضل البكاء في المغفرة:
* قال عطية العوفي: بلغني أنه من بكى على خطيئته، محيت عنه، وكتبت له حسنة.
* وقال بشر بن الحارث: بلغني عن الفضل بن عياض قال: بكاء النهار يمحو ذنوب العلانية، وبكاء الليل يمحو ذنوب السر (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب).
توبة الفضيل بن عياض:
* كان سبب توبة الفضيل: أنه عشق جارية، فبينما هو يرتقي الجدران إليها سمع تاليًا يتلو: " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ " [الحديد: 16] فقال: يا رب قد آن، فرجع، وآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها رفقة، فقال بعضهم: نرتحل، وقال بعضهم: حتى نصبح، فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا، فتاب الفضيل، وآمنهم (انظر وفيات الأعيان، لابن خلكان).
الخوف من الله:
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أسرف رجل على نفسه، فلما حضره الموت، أوصي بنيه إذا مات فحرّقوه، ثم اذْروا نصفه في البر ونصفه في البحر، فوالله لئن قدر الله عليه، ليعذبنه عذابًا لا يعذبه أحدًا من العالمين، فلما مات، فعلوا ما أمرهم، فأمر الله البحر فجمع ما فيه وأمر البر فجمع ما فيه، ثم قال له: لم فعلت هذا؟ قال: من خشيتك يا رب، وأنت تعلم، فغفر له» (متفق عليه).
بين ذل المعصية وعز التوبة:
* روي عن أبي جعفر السائح، قال: كان حبيب أبو محمد تاجرًا يكري الدراهم، فمر ذات يوم، فإذا هو بصبيان يلعبون، فقال بعضهم لبعض: قد جاء آكل الربا، فنكس رأسه، وقال: يا رب، أفشيت سري إلي الصبيان، فرجع، فجمع ماله كله، وقال: يا رب إني أسير، وإني قد اشتريت نفسي بهذا المال، فأعتقني، فلما أصبح، تصدق بالمال كله، وأخذ في العبادة، ثم مر ذات يوم بأولئك الصبيان، فلما رأوه؛ قال بعضهم لبعض: اسكتوا، فقد جاء حبيب العابد، فبكى، وقال: يا رب أنت تذم مرة، وتحمد مرة، وكله من عندك (انظر جامع العلوم والحكم، لابن رجب).
مختارات