" الدعـاء "
" الدعـاء "
علمني الإسلام الدعاء، وأمرني الله بذلك فقال: " ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً " [الأعراف: 55].
والدعاء من أنواع العبادة، بل هو العبادة نفسها، أو هو مخها، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما رواه الترمذي وصححه: «الدعاء هو العبادة».
وذلك أنه دليل العبودية، والاعتراف بالضعف أمام رب العالمين، وأنه لا حول ولا قوة له إلا به سبحانه وتعالى، وأنه إذا أراد شيئاً كان، لا يمنعه مانع، وإذا لم يشأ لم يكن مهما حاول المرء، هو والآخرون، فأول الأمر وآخره بيده جل جلاله، وإذا لم يستجب فلا أمل للحصول على الطلب.
ومن يغفر الذنوب إلا الله؟
ومن يحيي ويميت سوى الله؟
ومن يشفي المريض إذ أبى الله؟
ومن يكشف الضر والبلاء إذا جاء القحط وغار الماء؟
ومن يزيد من العقل وينقص؟
ومن يعطي الولد ويمنع؟
ومن يحاسب يوم القيامة؟
ومن يدخل الناس الجنة أو النار؟
من بيده ملكوت كل شيء؟
من الأول والآخر، من الحي الذي لا يموت، من هو قيوم السماوات والأرض؟
من الذي يقول الشيء كن فيكون؟
إنه الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير.
وهو الذي يدعى وحده سبحانه وتعالى لا غير، إن شاء أعطى وإن شاء منع، فليتوجه إليه المرء بكل قلبه، وكل أحاسيسه ومشاعره وعواطفه، فهو الرب العظيم، والرؤوف الرحيم، وأنت العبد الفقير، الذي يمرض ويموت.
وهناك أدعية جميلة وجليلة كثيرة كان يدعو بها رسول الله سبحانه وتعالى ويعلمها أصحابه، يحسن بالمسلم أن يحفظ كثيراً منها، ليدعو بها.
وقد روى أنس أنه كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» [متفق عليه] وهذا من جوامع الدعاء الذي كان يحرص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن دعائه عليه الصلاة والسلام: «اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك» [رواه مسلم].
ومما أدبني به الإسلام أن أقول لمن صنع إلي معروفاً: «جزاك الله خيراً» فإن قلت ذلك فقد أبلغت في الثناء، حيث أظهرت عجزي عن مجازاته بأحسن ما أسدى إلي، وأحلته على ربي وربه.
و«دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة» كما رواه مسلم.
و«أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء» رواه مسلم أيضاً.
ولا يستعجل المسلم استجابة الدعاء، وليدعه الله الحكيم العليم، وليفكر بمطعمه ومشربه وملبسه هل هي حلال؟ لينظر موضع استجابة دعائه.
ومن أوقات الاستجابة جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات.
ودعاء الكرب كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم» [متفق عليه].
مختارات