" مظاهر دنو الهمَّة "
" مظاهر دنو الهمَّة "
لدنو الهمَّة في حياتنا مظاهر عديدة، وصور كثيرة منها:
1- التكاسل عن أداء العبادات:
فضعيف الهمَّة يؤدِّي الصلاة بتثاقُلٍ وتباطؤٍ وقلَّة رغبة حاله كحال المنافقين الذين لا يقومون إلى الصلاة إلاَّ وهم كُسَالى كما وصفهم ربهم عزَّ وجل بقوله: " وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ " [النساء: 142]، كما أنه يتكاسل عن قيام الليل و صلاة الوتر وأداء السنن وبخاصة إذا فاتته.
2- التهرب من المسئولية:
وهذا له صور كثيرة، منها التخاذل وذلك بكثرة الاعتذارات والاحتجاج بكثرة المشاغل، ومنها التخذيل، حيث لا يكتفي ضعيف الهمَّة بالتهرُّب، وإنما يثبط من أراد البذل والعمل، ومنها التهوين وذلك بتهوين الأمور أكثر من اللازم، وعكسه التهويل وهو تعسير الأمور وتهويلها، وكلُّ هذه الأمور دليلٌ على دنوِّ همَّة الشخص ورغبته في إيثار السلامة والتهرُّب من المسئولية.
3- الإغراق في المظهرية الجوفاء:
حيث يشغل ضعيف الهمَّة نفسه بالمظاهر الفارغة فيعتني بالملبس والمركب العناية الزائدة، ويهتم اهتمامًا كبيرًا بالأمور الشكلية على حساب الأمور الجوهرية الحقيقية.
4- الاشتغال بما لا يعني والانصراف عما يعني:
فضعيف الهمَّة يشغل نفسه بما لا يعنيه ويترك ما يعنيه، كأن يشغل نفسه بالقيل والقال وكثرة السؤال، والإكثار من المراء والجدال والمزاح والوقوع في الغيبة والنميمة فيضيع بذلك وقته الذي هو حياته ورأس ماله.
5- الانهماك في الترف:
وهذا يورث ضعف الهمَّة، ويشغل المرء عن طاعة ربه، ويقود إلى الضياع، وينافي المراتب العالية.
يقول الشاعر:
فَمَن هَجَر اللَّذَّات نَالَ الْمُنَى ومَن أَكَبَّ عَلَى اللَّذَّاتِ عَضَّ عَلَى اليَدِ
ومِن صُور الانهماك في الترف التوسُّع في المآكل والمشارب، وكثرة النوم والمبالغة في التجمل.
6- الاشتغال بسفاسف الأمور ومحقرات الأعمال:
فضعيف الهمَّة يعيش بلا هدف ولا غاية، لا همَّ عنده و لا شغل إلاَّ العناية بمظهره والتأنُّق في ملبسه، وتلميع سيارته، ومتابعة أخبار الفنِّ والرياضة، والجلوس في الطُرقات وعلى الأرصفة وإيذاء الناس بالتفحيط والمعاكسات.
7- الاسترسال مع الأماني الكاذبة:
فضعيف الهمَّة يهوى المعالي ويعشق المكارم، ويريد النجاح، ولكنه مع ذلك لا يسعى إليها، ولا يجدُّ في طلبها، ولا يبذل أسباب تحصيلها وإنما يكتفي بالأماني الكاذبة والأحلام المعسولة.
8- ا لتسويف والتأجيل:
وهما صفة بليد الحسِّ عديم المبالاة ضعيف الهمَّة، وهما آفتان خطيرتان، لا يسلم منها إلاَّ أ صحاب الهمَّة العالية والإرادات القوية، ولهما آثار وخيمة في الدنيا والآخرة.
9- التحسُّر على ما مضى وترك العمل:
فضعيف الهمَّة يتحسر على ما مضى من تقصيره، ويسرف في ذلك إسرافًا شديدًا فيضيع بذلك حاضره ومستقبله كما ضاع ماضيه، ويأتيه الموت وقد ضاع عمره فيما لا فائدة فيه، ولا طائل وراءه (باختصار من كتاب الهمَّة العالية للشيخ محمد الحمد).
مختارات