" ذكـر الله "
" ذكـر الله "
علمني الإسلام الأذكار وحثني عليها، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً*وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً " [الأحزاب: 41-42] وهي من أنواع العبادات التي يتقرب بها المؤمن إلى الله، وهي كالحصن يحفظه الله بها، ويقيه شروراً، فيستريح، " أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " [الرعد: 28].
والذي لا يذكر بعيد عن الله، وإيمانه ضعيف، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره، مثل الحي والميت».
وذكر الله من خير الأعمال وأزكاها عند الله سبحانه وتعالى.
وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذاكرين سباقون إلى الجنان، وذكر كلمات تجلب لقائها حسنات كثيرة جداً، من ذلك «سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم» اللتين وصفهما بأنهما «خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن» في حديث متفق عليه.
وقال لأبي ذر في حديث رواه مسلم: «ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده».
ومن الأذكار الجليلة ذات الأجر الكبير كما رواه مسلم: «سبحانه الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته».
ولحلق الذكر أجر كبير كذلك.
والأذكار كثيرة متنوعة، منها ما يقال بعد الصلوات، ومنها في الحج، ومنها عند النوم والاستيقاظ، ومنها عند السفر، والطعام، واللباس... تطلب من مظانها.
وفي حديث رواه مسلم قوله صلى الله عليه وسلم: «من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده، مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد».
ولا ينسى المرء أن يحمد الله، ويزيد من ذكره، فإن الله يحب الحامدين الشاكرين، ويزيدهم من فضله.
وكذا الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه إضافةً إلى رفعة درجة رسول الله صلى الله عليه وسلم بها ورحمته سبحانه وتعالى به، يعود الأجر له أيضاً، ففي الحديث الصحيح: «من صلى علي واحدة، صلى الله عليه بها عشراً».
ويكثر من الاستغفار كذلك...
والمهم أن يكون دائم الذكر، لا ينسى فضل ربه، الذي جعله على ملة خليله، وعلى دين أحب خلقه إليه.
وأنصح أخي المسلم بما نصح به رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد صحابته بقوله: «لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله» [رواه الترمذي وهو صحيح].
وقالت عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه» [رواه مسلم].
مختارات