" الصـوم "
" الصـوم "
وأوجب علي الإسلام صيام شهر رمضان، فقال سبحانه: " فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ " [البقرة: 185].
وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجر الصائم كبير جداً، على أن يحافظ على صيامه من السب والفسق وما إليه.
وهناك باب في الجنة خاص بالصائمين يدعى باب الريان، لا يدخل منه أحد منه غيرهم.
وصيام رمضان إيماناً واحتساباً يعني غفران ما تقدم من الذنوب.
وفرحة الصائم تكون أكبر ما تكون عند لقاء ربه، حيث الثواب الجزيل والأجر الكبير.
ويتأكد في هذا الشهر الكريم الجود، وفعل المعروف، والإكثار من الخير، والزيادة منه في العشر الأواخر.
وفي السحور بركة، كما في الحديث الصحيح.
ولا يؤخر الإفطار، بل الفضل في تعجيله إذا تأكد دخول الوقت.
وإن وجد تمراً أفطر عليه، وإلا فعلى ماء، فإنه طهور.
والمناسب في حق الصائم هو التقوى والخشوع، ولا يناسبه قط رفع الصوت والكلام الفاحش والكذب، فهذا مرفوض شرعاً، فكيف بمن يصوم ويفعل هذا؟!
وفي شهر رمضان يكون ثواب العمرة كحجة مع رسول الله صلى الله عليه وسم، كما دل عليه حديث رواه الشيخان رحمهما الله.
وهناك مناسبات أخرى يسن للمسلم أن يصوم فيها، منها ستة أيام من شوال، ويوم عرفة، وعاشوراء، ويوما الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر.
وقد ورد في الحديث الصحيح أن إتباع رمضان بصيام ست من شوال، يكون كصيام الدهر.
وأن صيام يوم عرفة «يكفر السنة الماضية والباقية» كما في صحيح مسلم.
وفيه أيضاً أن صيام يوم عاشوراء «يكفر السنة الماضية».
وفي حديث حسن صحيح رواه الترمذي قوله صلى الله عليه وسلم: «من فطر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء».
وأكل عليه الصلاة والسلام عند سعد بن عبادة ثم قال: «أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة» [رواه أبو داود بإسناد صحيح].
وشهر رمضان شهر العبادة والقرآن، شهر تصفو فيه نفس المؤمن، حيث تقيد الشياطين، فيحد من إغوائها وسيطرتها، فيقبل المرء على عبادة ربه، ويصل إخوانه وأقاربه، في مناسبات الإفطار والقيام، ويحافظ على شعائر الإسلام بين أهله وأولاده، ويعلمهم القرآن، ويحبب إليهم الصيام، ويذكرهم بعهد الله، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم.
مختارات