" لقـاء وشتـات "
" لقـاء وشتـات "
دعنا نسمع من صاحبة الشأن نفسها:
شاء الله أن أتزوج بعد إتمام دراستي الثانوية من شاب يدرس في أمريكا واستقرت بي الرحال في منزلنا الجميل في أمريكا، وقضينا شهر العسل كما يقولون، مرت الأيام حلوة وجميلة شاهدت معظم المناطق في أمريكا بصحبة زوجي، ولكن أيام الصفا لم تدم طويلا فقد بدأت حركة المد والجزر في حياتنا، كنا نهمل كل شيء حتى أداء الصلاة، الشيء الوحيد الذي كنا نحرص عليه أن يكون لدينا ثقافة عن كل شيء، ونظرا للخلاف كان يقضى معظم وقته خارج المنزل خاصة في الليل، لم نرزق خلال تلك السنوات بمولود، عدنا لزيارة الوطن، لاحظ أهلي الأرق والإرهاق باديًا على وجهي، قررت أن أصارح والدتي بكل شيء، وبدورها نقلت الصورة كاملة إلى والدي، سألني أبى أسئلة كثيرة ومنها ما مدى استقامته؟
بعد مهلة طلبت الطلاق، لكن بالرغم من أنني دفعت له مبالغ كانت معي، بل إن مرتبي كاملا ثلاث سنوات كان بيده، على أي حال دفعت له ما أراد، و حصل لي ما أردت، عدت لحياتي القديمة، وكأن الذي مر بي حلم، أو كابوس مزعج.
مع بداية العام الدراسي الجامعي لممت أوراقي وشهاداتي القديمة، تقدمت إلى الجامعة، وأبديت رغبة في الانضمام إلى قسم اللغة الانجليزية، وذلك لإجادتي لها من خلال سنوات الغربة، ولكن شاء الله أن أقابل إحدى زميلاتي في المرحلة الثانوية، بعد السلام الحار والسؤال الطويل أخبرتها عن رغبتي في الدراسة، وخاصة اللغة الانجليزية، زميلتي لم يبق على تخرجها سوى عام، وتدرس في قسم الدراسات الإسلامية، من خلال وقفات بسيطة استطاعت أن تقنعني بالانضمام إلى قسم الدراسات الإسلامية، فهناك كما ذكرت لى المعلومات المفيدة والنشاط اللامنهجي من محاضرات وندوات، وسوف تعرفين جميع طالبات القسم بحكم معرفتي لهن.. اتكلت على الله وسجلت، وأصبحت عضوة نشيطة في هذا القسم، أصبحت أشارك في إعداد الندوات والمحاضرات، كما أن المجموعة التي كنت فيها يطغى عليها جانب المرح، وهذا ما فقدته منذ ثلاث سنوات، رجعت لي صحتي، لا وقت فراغ عندي، امتد نشاطي إلى بيتنا، بدأت أختي تحفظ القرآن الكريم، شيء جديد زارتنا أم زوجي وطلبت الصفح والعودة، رفضت الطلب بشدة؛ لأني لم أحس بالسعادة إلا الآن عندما عدت إلى طاعة الله، تقدم لخطبتي الكثير، رفضت إلا أن أحفظ القرآن الكريم، تخرجت، عينت في مدرسة قرب بيتنا، زارتني زميلتي، وقالت لا عذر لكِ، الآن حفظت القرآن، وأخي ينتظرك، فوافقت وتم كل شيء حسب السنة، لا إسراف لا تبذير ولا حفلات ولا رقص، كان على خلق ودين، وفعلا فرقتنا المعصية وجمعتنا الطاعة.
مختارات