" لقـاء اليـم "
" لقـاء اليـم "
صرخت بصوت عال مرتفع وهى تقول: لن أعود أطلقوا سراحي، آه، لو عرف زوجي لقتلني.. لو عرف أبى لذبحني، أتوب.... لن أعود لن أعود، وأردفت قائلة: أنتم تهدمون حياتي... وتهدمون سعادتي، فأجأبها الصوت: نحن نهدم حياتك، أم أنت هدمت حياتك.. اختفي الصوت في بحر من الدموع... وأنين يسمع بين فترة وأخرى بين تلك الضلوع.
سألها بهدوء بعد نحيب وأنين وحزن وأسى: كيف تفعلين هذا وأنت صاحبة الفطرة السليمة؟ وكيف ترضين ذلك وأنت من عائلة طيبة؟ ألم تعرفي حد الزنا في كتاب الله؟ألم تعرفي تحريم الزنا؟
قالت وهى تلمح أملا يطل عليها في سماء سوداء، وأرض قد ضاقت عليها بما رحبت، ورجل الحسبة (ما يعرف اليوم برجل الأمن، أو رجل هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر) أمامها: سأروى لك كل شيء من بداية انزلاقي، ولكن أرجوك ألا تخبر أبى ولا زوجي، هز رأسه، وبدأت حديثها.
من قبل كنت امرأة سعيدة مستقرة في حياتي، لا هم لي في هذه الدنيا إلا زوجي وطفلي، هانئة مع زوجي، فهو من أفضل الرجال أدبا وخلقًا، وحولي ابني في الثانية من عمره، يزرع الفرح في قلبي، كنت امرأة لا تعرف من الرجال إلا زوجها ومحارمها، لا أعرف النظر إلى الرجال الأجانب ولا الحديث معهم، وإذا ذهبت إلى السوق أكون محتشمة لابسة اللباس الشرعي الساتر لجميع البدن، لم يكن همي في الأسواق سوى الشراء والعودة إلى زوجي وطفلي، بدأت أحرص على الذهاب إلى الأسواق بكثرة، يوم أتعذر بشراء فساتين لي «أي ثياب وملابس» وآخر لإرجاعها، وثالث لشراء ملابس لطفلي، ورابع حذاء لقدمي..وهكذا.. بدأت رحلة الأسواق، وشجعني على ذلك النقاب، بدأت أنظر إلى الرجال بوضوح، وأرى أعينهم، وأحس بنظرات الإعجاب، وبدأت أسمع كلمات الثناء وعبارات الإطراء تطرق أذني، وهم يرون العين الكحيلة الواسعة، وعندها بدأ الحديث مع العيون، في كل مرة أتردد وأتخوف ربما، ويصحو في قلبي خوف من الله، وصراخ ابنى يملأ المكان لا تفعلي يا أمي، ولكن شيئا فشيئا، بدأت الرهبة تزول، والخوف يختفي، ويوما تهيأت لسماع كلمات الإعجاب، وعيني تلحظ الابتسامة، ألقى إلى بكلمة، رقصت لها عيني، وأُشربها قلبي، وعندما رأى ذلك الفرح والقبول منى ناولني رقم هاتفه، بدأ اللقاء الأليم هناك وانتهينا هنا، والزمن فترة مأساة، والوقت صمت طويل، وليل طويل، وحزن طويل.
مختارات