" نعمة كيف تستخدمها ؟ "
" نعمة كيف تستخدمها؟ "
جلس مع جماعة فيهم من يعرف ومن لا يعرف.. تبادلوا أطراف الحديث.. لفت أسماعهم لصوته الرخيم.. طلب أحدهم منه سماع مقطع من أغنية.. تبسم قليلا ثم أبدى موافقته..
سأسمعكم أجمل ما عندي..
وجلس متمكنا بخشوع.. وبعد برهة من التأمل انسابت آيات من القرآن من بين شفتيه.. فاجأ أولئك الذين ظنوا أنه سيغني..ألا تحسن الغناء..
لم أتدرب على الغناء.. إنما هو القرآن الكريم تعلمت تلاوته..
أمامك سلم يرفعك إلى أعلى.. اصعد الدرجة الأولى وسترى..
ماذا تعني؟
لماذا لا تغني..
وماذا يفيد الغناء..
أشياء كثيرة.. الشهرة.. المال.. محبة الناس.. وغيرها !!
.. ويستمع لإغوائهم ويستسلم.. يذعن لطلبهم ويرافقهم ليصبح مغنيا مشهورا كما قالوا له..
بدأ يتدرب على الغناء.. وجد التشجيع من شياطين الإنس.. تمادى في ولوغ دهاليز الفن الرخيص.. أطلق لصوته العنان يمجد للشيطان.. وبالرغم من أنه ما زال في درجة السلم الأولى إلا أنه أصيب بمرض شديد في حلقه.. عرض نفسه على الطبيب.. تناول أصنافا من الأدوية توقف عن الغناء.. طالت المدة..
زاره رفاق السوء مرارا وهم يرجون شفاءه ليعاود الكرَّة.. ولما يئسوا تركوه يعاني من مرضه وتخلوا عنه إلى الأبد..
زاره صديق قديم.. رأى ما ألمَّ به.. حزن لما أصابه..
ما رأيك أن أصحبك معي غدا لبيت شيخ تقي تستمع لحديثه الطيب..
لا بأس.. فقد اشتقت لحديث أهل التقى والصلاح..
ويجلسان مع الشيخ يستمعان لوعظه وإرشاده.. يطلب منهما تلاوة آيات من كتاب الله - عز وجل -.. يصاب صاحبنا بحرج شديد بسبب المرض في حلقه.. يلح عليه الشيخ.. يبدأ التلاوة.. يستمع إلى صاحباه..
قراءتك جميلة..
لا أصدق.. ما الذي حدث..
ماذا بك؟
قبل قليل كنت أشعر ببحة غريبة..
إنك تقرأ بصورة حسنة..
سبحان الله.. ما هذا؟
ما قصتك؟
ويذكر لهما ما حدث له.. ويتعجبان لهذا الأمر..
إن الله يريد بك الخير.. أصابك بهذا المرض لكي لا تقع في شرك الشيطان فتهلك.. وإنما هي نعمة أنعمها الله عليك.. صوت جميل حسن.. فكيف نستخدمه؟
القرآن خير ما نستخدم أصواتنا فيه..
اللهم اجعلنا من أهل القرآن..!!.
مختارات