" التشميرة السابعة والعشرون "
" التشميرة السابعة والعشرون "
هز رأسه وكأنه يستدرك غفلته وتقصيره.. هناك إخوة لنا بين جدران أربعة ربما لا يزورهم أحد.. ولا ينبههم أحد !! من يعلمهم بأننا نحبهم ونرى ما أصابهم تكفيرًا لهم.. إنهم إخوة في السجون يقبعون خلف القضبان.. ينادون !! أين أنتم؟!
لبى النداء وحمل كتبًا وأشرطة وزارهم ونصحهم ودعاهم إلى التوبة والندم وهز قلوبهم وهو يقول: ربما تكون هذه الزلة منطلقًا للفلاح والصلاح..
أحبوه من خلال زياراته المتكررة.. يفرحون بلقياه وينصتون لحديثه..
أشار هناك.. ودمعة من عينه تسقط.. دار أهلها لا يتكلمون..
قال له صاحبه.. إنها المقبرة.. أليس كذلك؟!
قال: لا.. ليت الأمر كما قلت ولكن..!!
هيا لترى معي.. لترى دارًا أهلها أحياء ولكن لا يتكلمون.. لا يتحركون.. إنها كتل لحم لا تتحرك.
ترى الدمعة في العين.. تنحدر منها.. ولا يستطيع إزالتها..
وحديث المكلوم ينطلق عبر حركة بطيئة تبث الشكوى وتحكي الحال، إنهم نزلاء دار النقاهة.
ذهب إليهم وزارهم.. ورأى.. ولم تتوقف أحزانه أيامًا ولم تفارق عينه تلك العبر والصور.
قرر.. سأتفرغ لأمرين: الدعوة إلى الله، وإدخال الفرح والسرور على قلوبهم.. إنهم محرومون.. مقطوعون.. أسعدهم من يرى قريبه كل شهر أو شهرين.. ولمدة دقائق فقط..
إنهم أحياء.. أموات !!
هل من مشمر؟!
مختارات