" التشميرة الثامنة "
" التشميرة الثامنة "
أتى بحصالة تبرعات لكل طفل في المنزل.. يوضع بداخلها القرش والريال..
ستة أشهر فإذا بكل طفل قد وضع ما يقارب من ستين ريالاً تدفع لفقراء المسلمين.. جهد بسيط وعمل غير مكلف.. إنها أموال غالبها يفقد أو يضيع أو لا يستفاد منه شيئًا.
إنها نقطة واحدة من بحر.. نقطة خير تحتاج إلى ينابيع أخرى لتصبح شلالاً من التبرعات تنفع المسلمين وتسد جوعهم وتغني فاقتهم وتعلمهم أمور عقيدتهم.
وضع في سيارته مجموعة من الكتب والمطويات جزء منها مخصص للمسلمين، والآخر لغير المسلمين.. واختار عدة لغات..
لم يكلفه الأمر سوى المرور على أحد مكاتب الجاليات وأخذ ما يريد.
شمر أبو عبد الله عن همته.. فما توقف عند محطة بنزين إلا سألهم عن أسمائهم ليميز المسلم من الكافر..
ثم يسأل عن اللغة.. ليقدم بعدها مجموعة من الخير الذي لديه..
ما توقف عند متجر إلا تقدم بهديته.
أما أماكن الحلاقة وتجمعات العمال فلا يتركها، بل يتابعها باستمرار !!
وفي أحد الأيام تنادى الأصحاب للذهاب إلى رحلة برية في الصحراء.. حمل ما لديه من الخير وجعله بجواره في السيارة.. وسأله البعض بحدة.. أين نجد من يأخذها؟! سنذهب إلى مناطق صحراوية.. لا ينبت فيها العشب.. فكيف نرى بها إنسانًا؟!
قال لهم وهو يمسك بالكتب.. إذا لم نجد أحدًا أرجعناها.. المكان فارغ، والسيارة فيها متسع..
وهناك والشمس في كبد السماء.. لا ترى إلا سرابًا..
وجدوا راعي إبل في مكان منقطع.. عندها ترددت أصوات الجميع.. الحمد لله.. أين الكتب؟! ما هي لغته؟!
ناولوه ما يحتاج من الكتب وبعض الفاكهة.. وأسقوه عصيرًا باردًا، كان معهم، ودعوا له بالهداية !!
ما زار مستشفى إلا كانت يده تحمل كتبًا يضعها في صالة الانتظار.. أما زوجته فحملت ما تضعه في صالة النساء.. وحين أقبل مع زوجته على الطبيبة.. ناولها كتابًا عن فتاوى المرأة، وندم أنه لم يحمل كتابًا عن الحجاب..
هل من مشمر؟!
مختارات