التراجع في القرارات الأسرية..
من أدلة الحكمة لدى الشخص أن يكون متأنياً في اتخاذ القرارات في حياته، وأن يستشير ويستخير ويجمع المعلومات قبل اتخاذ القرار.
والغالب أن هذا الشخص تكون قراراته على جانب كبير من الصواب.
ومن زاوية أخرى فإن من المهم أن نعلم أن من الحكمة أن يتراجع المرء عن القرار إذا ظهر له أنه قد أخطأ فيه، وهذا التراجع دليل لشجاعة النفس والصدق في البحث عن الحق، وهنا أمثلة:
أولاً: إذا تقدم شاب لابنتك وفي الوهلة الأولى تبين لك أنه مناسب، ولعلك أظهرت له الموافقة المبدأية لتزويجه ابنتك، ولكنك بعدما جمعت المعلومات عنه تبين لك أنه لايناسبها، فاعلم أنه لابد عليك أن تتراجع عن الموافقة وتعتذر بلطف، لأن الاستمرار في قرار تزويجه ليس في مصلحة ابنتك، نعم قد يغضب منك الشاب وأسرته، ولكن لايهم، لأن مصلحة ابنتك أهم من مصلحة رضاهم عنك.
ثانياً: قد يختلف الرجل مع زوجته ويرى أن الحل أن يذهب بها لأهلها، ولكن وبعد التأني والاستشارة ظهرت له مصالح أخرى من تركها في بيتها وأن يتصالحا بكل مودة واحترام، فالتراجع هنا أفضل من الذهاب بها لأهلها، لأن المفاسد ستكون أكثر.
ثالثاً: قد تطلب المرأة الطلاق من زوجها وتشعر أن المشكلات أحاطت بها من كل جانب، ولكن وبعد الهدوء ومراجعة النفس تبين لها أن هناك حلول قبل الطلاق، كالمصارحة أو استشارة الحكماء من أهل العلم، فهنا لابد من التراجع عن طلب الطلاق.
رابعاً: قد يفكر الرجل في التعدد ويبدأ البحث وربما وجد المرأة التي تناسبه، ولكن وبعد التأني والتفكير العميق في حياته السابقة مع زوجته الأولى، ثم التفكير في الجوانب المالية التي سوف يعاني منها بعد زواجه الثاني، هنا لابد من التراجع عن قرار الزوجة الثانية، وهذا ليس بضعف بل هو عين العقل وخاصة إذا كانت زوجتك الأولى لها جوانب جميلة في حياتك، وقد يظن البعض أني ضد التعدد، وهذا خطأ لأن التعدد من الشريعة التي اختارها الله الحكيم العليم، ولكن ليس كل رجل يناسبه التعدد.
وأعرف بعض الرجال الذين استعجلوا في التعدد بدون أي استشارة أو جمع للمعلومات أو ترتيب مالي، وإذا بهم يقعون في مشكلات كبيرة في النواحي المالية والنفسية والتربوية.
باختصار، يجب أن نربي المجتمع على أن التراجع عن القرار في أي مجال من مجالات الحياة هو من الحكمة التي تنفع صاحبها، وصدق الله " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ".
مختارات