" من مظاهر العقوق "
" من مظاهر العقوق " ( Normal 0 false false false MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name: " جدول عادي " ; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent: " " ; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family: " Times New Roman " ; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} انظر: عقوق الوالدين ـ محمد الحمد)
عقوق الوالدين يأخذ مظاهر عديدة، وصورا شتى منها:
1- إبكاؤهما وتحزينهما: سواء بالقول أو الفعل أو بالتسبب في ذلك.
2- التأفف والتضجر من أوامرهما: وهذا مما أدبنا الله ـ عز وجل ـ بتركه فكم من الناس من إذا أمر عليه والداه صدر كلامه بكلمة " أف " ولو كان سيطيعهما، وما علم أن هذه الكلمة كبيرة من كبائر الذنوب إذا كانت في حق الوالدين.
3- الأمر عليهما: كمن يأمر والدته بكنس المنزل أو غسل الثياب، أو إعداد الطعام، فهذا العمل لا يليق خصوصا إذا كانت الأم عاجزة أو كبيرة، أو مريضة.
أما إذا قامت الأم بطوعها وبرغبة منها وهي نشطة غير عاجزة، فلا بأس في ذلك، مع مراعاة شكرها والدعاء لها.
4- انتقاد الطعام الذي تعده الوالدة: وهذا العمل فيه محذوران " أحدهما ": تعييب الطعام، وهذا لا يجوز فرسول الله صلى الله عليه وسلم ما عاب طعاما قط، إن أعجبه أكل، وإلا تركه.
والثاني: أن فيه قلة أدب مع الأم، وتكديرا عليها.
5- ترك مساعدتهما في المنزل: سواء في الترتيب والتنظيم، أو في إعداد الطعام، أو غير ذلك.
بل إن بعض الأبناء ـ هداه الله ـ يعد ذلك نقصا في حقه وهضما لرجولته. وبعض البنات ـ هداهن الله ـ ترى أمها تعاني وتكابد العمل داخل المنزل فلا تعنيها، بل إن بعضهن تقضي الأوقات الطويلة في محادثة زميلاتها عبر الهاتف تاركة أمها تعاني الأمرين.
6- قلة الاعتداد برأيهما: فبعض الناس لا يستشير والديه، ولا يستأذن منهما في أي أمر من أموره، سواء في زواجه، أو طلاقه، أو خروجه من المنزل والسكن خارجه أو ذهابه مع زملائه لمكان معين، أو سفره أو نحو ذلك.
7- إثارة المشكلات أمامهما: سواء مع الإخوان أو الزوجة، أو الأولاد أو غيرهم. فبعض الناس لا يحلو له معاتبة أحد من أهل البيت على خطأ ما إلا أمام والديه، ولاشك أن هذا الصنيع مما يقلقهما ويقض مضجعهما.
8- ذم الوالدين عند الناس والقدح بهما وذكر معايبهما: فبعض الناس إذا أخفق في عمل ما ـ كأن يخفق في دراسته مثلا ـ تجده يلقي باللائمة والتبعة على والديه، ويبدأ يسوغ إخفاقه ويلتمس المعاذير لنفسه بأن والديه أهملاه ولم يربياه كما ينبغي، فأفسدا عليه حياته، وحطما مستقبله إلى غير ذلك من ألوان القدح والعيب، وربما كان هو السبب الأول في إخفاقه وفشله ولكن يقول ذلك تهربا من اللوم والمسؤولية.
9- إدخال المنكرات للمنزل: كإدخال آلات اللهو والفساد للبيت، مما يتسبب في فساد الشخص، وربما تعدى ذلك إلى فساد إخوته وأهل بيته عموما فيشقى الوالدان بفساد الأولاد، وانحراف الأسرة.
10- مزاولة المنكرات أمام الوالدين: كشرب الدخان أمامهما ـ وخاصة أمام الأم الضعيفة ـ أو استماع آلات اللهو بحضرتهما، أو النوم عن الصلاة المكتوبة، ورفض الاستيقاظ لهما إذا أيقظاه، وكذلك إدخال رفقة السوء للمنزل، فهذا كله دليل على التمادي في قلة الحياء مع الوالدين وعدم احترامهما وتقديرهما.
11- تشويه سمعة الوالدين: وذلك باقتراف الأعمال السيئة، والأفعال الدنيئة التي تخلَّ بالشرف، وتخرم المروءة، وربما قادت إلى السجن والفضيحة فلا شك أن هذا من عقوق الوالدين، لأنه يجلب لهما الهم والغم، والخزي والعار.
12- إيقاعهما في الحرج: كحال من يستدين أموالا، ثم لا يسددها، أو يقوم بإيذاء الناس بالتفحيط والدوران، بالشوارع وإيذاء الجيران، أو يسيء الأدب في المدرسة، فتضطر الجهات المسؤولة إلى إحضار الوالد في حالة فقدان الولد أو إساءته للأدب. وربما أوقف الوالد ريثما يسدد الولد دينه أو يحضر ويسلم نفسه.
13- المكث طويلا خارج المنزل: وهذا مما يقلق الوالدان ويزعجهما على الولد، خاصة إذا كان الولد سيئ الخلق والسيرة، لخوفهما عليه من الفساد والانحراف بسبب رفقته السيئة، ثم إنهما قد يحتاجان للخدمة فإذا كان الولد خارج المنزل لم يجدا من يقوم على خدمتهما.
14- تقديم طاعة الزوجة على طاعة الوالدين: فبعض الناس يقدم طاعة زوجته على طاعة والديه، ويؤثرها عليهما، ويقف بصفها، حتى ولو كان الحق عليها، بل لو طلبت منه أن يطرد والديه لطردهما ولو كانا بلا مأوى.
15- التخلي عنهما وقت الحاجة أو الكبر: فبعض الأولاد إذا كبر وصار له عمل يتقاضى مقابله مالا تخلى عن والديه واشتغل بخاصة نفسه وأولاده حتى ولو كانا بحاجة إليه وإلى ماله لمساعدتهما وتلبية طلباتهما.
16- إيداعهما دور العجزة والملاحظة: وهذا الفعل غاية في البشاعة، ونهاية في القبح والشناعة يقشعر لهوله البدن ويقف لخطبه شعر الرأس، والذي يفعله لا خير فيه البتة في الدنيا والآخرة.
17- السرقة من الوالدين: وهذا الأمر جمع بين محذورين، السرقة والعقوق فتجد من الناس من يحتاج للمال، فيقوده ذلك إلى السرقة من والديه إما لكبرهما، أو لغفلتهما.
ومن صور السرقة أن يخدع أحد والديه، فيطلب منه أن يوقع على إعطائه كذا وكذا من المال أو الأرض أو نحو ذلك، وقد يستدين، وهو مبيت النية على أن لا يرد.
18- تمني زوالهما: فبعض الأبناء يتمنى زوال والديه، ليرثهما إن كانا غنيين أو يتخلص منهما إن كانا مريضين أو فقيرين، أو لينجو من مراقبتهما ووقوفهما في وجهه كي يتمادى في غيه وجهله.
ومن العقوق أيضا (انظر: بر الوالدين ـ عبد الرؤوف الحناوي " بتصرف " ) وهو منتشر جدا بين الشباب شتم ولعن الوالدين إما مباشرة أو بالتسبب في ذلك وهو من أكبر الكبائر فعن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من الكبائر شتم الرجل والديه» قيل: وهل يشتم الرجل والديه؟ ! قال: «نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه» (رواه البخاري ومسلم).
لقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم التسبب للوالدين بالشتم بأنه من أكبر الكبائر، وهل هناك ذنب أكبر من أن يكافئ الإنسان بالإساءة من أحسن إليه؟ وبالسب من تفضل عليه؟ وباللعن والقذف من أفنى حياته في سبيله؟ أهكذا يكون البر؟ أهكذا يجازى على الإحسان؟ إذا تسبب الابن لوالديه بالشتم والسب والقذف وهما أحب الناس إليه وأقربهم منه، فهل فيه ذرة من عقل أو فهم؟ وهل من المعقول أن يعد في زمرة بني آدم؟ ! إن كثيرا من الشباب التائهين المائعين في هذا الزمن يتمازحون ـ وللأسف الشديد ـ فيما بينهم بسب الآباء والأمهات، ويتفكهون بكيل السباب والشتائم بعضهم لبعض، ويتضاحكون فيما بينهم كأنه نوع من المدح والثناء، هكذا يجازي بعض الأبناء آبائهم، وهكذا يدللون على مدى حبهم إياهم وبرهم بهم، فهل بعد هذا العقوق عقوق؟ !.
مختارات