" القلادة الثانية عشر "
" القلادة الثانية عشر "
من ثمرات الحجاب الشرعي الفلاح والفوز، قال -تعالى-: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " [آل عمران: 200].
قال الحسن: «أمروا أن يصبروا على دينهم الذي ارتضاه لهم وهو الإسلام، فلا يدعوه لسراء، ولا لضراء، ولا لشدة، ولا لرخاء حتى يموتوا مسلمين».
جلس موسى بن إسحاق قاضي الري في الأهواز ينظر في قضايا الناس، وكان بين المتقاضين امرأة ادعت على زوجها أن عليه خمسمائة دينار مهرًا، فأنكر الزوج أن لها في ذمته شيئًا، فقال له القاضي: «هات شهودك؛ ليشيروا إليها في الشهادة» فأحضرهم. فاستدعى القاضي أحدهم، وقال له: «انظر إلى الزوجة؛ لتشير إليها في شهادتك» فقام الشاهد، وقال للزوجة: «قومي» فقال الزوج: «وماذا تريدون منها؟» فقيل له: «لا بد أن ينظر الشاهد إلى امرأتك وهي مسفرة؛ لتصح معرفته بها» فكره الرجل (المدعي) أن تضطر زوجته إلى الكشف عن وجهها للشهود أمام الناس فصاح: «إني أشهد القاضي على أن لزوجتي في ذمتي هذا المهر الذي تدعيه، ولا تسفر عن وجهها !» فلما سمعت الزوجة ذلك أكبرت في رجلها أنه يضن بوجهها على رؤية الشهود، وأنه يصونه عن أعين الناس، فصاحت تقول للقاضي: «إني أشهدك أني قد وهبت له هذا المهر، وأبرأته منه في الدنيا والآخرة» !.
مختارات