" الانطلاقة الثامنة عشر "
" الانطلاقة الثامنة عشر "
للزواج شأن عظيم في الإسلام فهو ركن الأسرة المسلمة وسبيل استقرارها وسعادتها وطريق إنجاب الرجال الأبطال والنساء والمصونات عبر زمن طويل من القدوة الحسنة والتربية السليمة وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم شروطا لمن قدم طارقا بيت ولي الزوجة فقال صلى الله عليه وسلم: " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه.. " (رواه الترمذي) وعلى هذا التوجيه النبوي سار صدر الإسلام الأول.
خطب أبو طلحة أم سليم قبل أن يسلم فقالت: ما مثلك يرد ولكنك رجل كافر وأنا امرأة مسلمة، فإن تسلم فذلك مهري لا أسألك غيره، فأسلم وتزوجها.
وفي رواية قالت له: ألست تعلم إن إلهك الذي تعبد خشبة تنبت من الأرض نجرها حبشي بني فلان؟ قال: بلا، قالت: أفلا تستحي أن تعبد خشبة من نبات الأرض نجرها حبشي بني فلان؟ إن أنت أسلمت لم أرد منك صداقا غيره، قال: حتى أنظر في أمري، فذهب ثم جاء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فقالت: يا أنس، زوج أبا طلحة.
وفي رواية قال ثابت: فما سمعنا بمهر قط كان أكرم من مهر أم سليم (الإسلام).
وفي رواية قال لها: يا رميصاء، وأين الصفراء والبيضاء يعني الذهب والفضة؟
فقالت: لا أريد صفراء ولا بيضاء، لا أريد غير الإسلام، لا أرضى مهرا سواه.
فقال: ومن أين لي بالإسلام؟
قالت: دونك رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب إليه وأعلن إسلامك أمامه.
فانطلق أبو طلحة، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا قال: " أتاكم أبو طلحة غرة الإسلام بين عينيه "، ثم أخبره خبره مع أم سليم، فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما اشترطت من المهر(صفة الصفوة).
ولابنة الإسلام اليوم، لا يغيب عن بالك التوجيه النبوي في اختيار الزوج، ولا تخدعك المظاهر ولا تغرك زهرة الحياة الدنيا.
ولكل أب وأخ.. اتق الله في أمر من تحت يدك واحذر خيانة الأمانة بتزويج رجل لا يتوفر فيه الشرطان الأساسيان: الدين والخلق.. وعليك بأهل الخير والصلاح تبرأ ذمتك وتسعد موليتك.
قبل أن نعاود المسير
قال العلامة ابن رجب الحنبلي في كتابه لطائف المعارف لما سمع القوم قول الله عز وجل: " فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ " وقوله: " سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " فهموا أن المراد من ذلك أن يجتهد كل واحد منهم أن يكون هو السابق لغيره إلى هذه الكرامة، والمسارع إلى بلوغ هذه الدرجة العالية، فكان أحدهم إذا رأى من يعمل عملا يعجز عنه؛ خشي أن يكون صاحب ذلك العمل هو السابق له، فيحزن لفوات سبقه، فكان تنافسهم في درجات الآخرة واستباقهم إليها، ثم جاء من بعدهم قوم، فعكسوا الأمر، فصار تنافسهم في الدنيا الدنيئة وحظوظها الفانية.
قال الحسن: إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة.
وقال رحمه الله: من نافسك في دينك فنافسه ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره.
وقال وهيب بن الورد: إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل.
وقال بعض السلف: لو أن رجلا سمع برجل أطوع لله منه فانصدع قلبه فمات؛ لم يكن ذلك بعجب.
يا صاح هذا الركب قد سار ونحن قعود ما الذي أنت صانع
/* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name: " جدول عادي " ; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent: " " ; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family: " Times New Roman " ; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} أترضى بأن تبقى المخلف بعدهم صريع الأماني والغرام ينازع
/* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name: " جدول عادي " ; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent: " " ; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family: " Times New Roman " ; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} على نفسه فليبك من كان باكيًا أيذهب وقت وهو باللهو ضائع
إنهم أولئك الرجال الأبرار والنساء الأخيار الذين قال عنهم ابن القيم رحمه الله:
رفع لهم علم الجنة فشمروا إليه، ووضح لهم صراطها المستقيم فاستقاموا عليه، ورأوا من أعظم الغبن بيع ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر في أبد لا يزول ولا ينفد بصبابة عيش إنما هو كأضغاث أحلام، أو كطيف زار في المنام، مشوب بالنغص، ممزوج بالغصص، إن أضحك قليلا أبكى كثيرا، وإن سر يوما أحزن شهورا، آلامه تزيد على لذاته، وأحزانه أضعاف أضعاف مسراته، أوله مخاوف وآخره متالف.
مختارات