" الانطلاقة الخامسة "
" الانطلاقة الخامسة "
ما رأت الأمة ذلاً وخضوعًا ولا محبة للكفار مثل ما نرى في هذا الزمن أليس البعض يسافر سائحًا لبلادهم معجبًا بأخلاقهم مرددًا صدى أحاديثهم وأقوالهم، ألم يسود أهل الصحف صحفهم بالثناء على النموذج الغربي والنموذج الياباني؟ ألم تجري المرأة المسلمة خلفهم تابعة لهم في الأزياء والملابس وقصات الشعر، إنها تبعية ولا شك نابعة من هزيمة نفسية وبعد عن العقيدة الصحيحة وتعاليم هذا الدين لقد سقط الولاء والبراء إلا من قلوب القليل.
دعنا نرى ونسمع ما يقوله الإمام الطبري في واقعة ملؤها العز والفخار والرفعة والسؤدد، قال: لما نزلت جنود المسلمين اليرموك بعث إليهم المسلمون " إنا نريد كلام أميركم وملاقاته، فدعونا نأته ونكلمه " فأبلغوه فأذن لهم.
فأتاه أبو عبيدة ويزيد بن أبي سفيان كالرسول، والحارث بن هشام، وضرار بن الأزور، وأبو جندل بن سهيل رضي الله عنهم، ومع أخي الملك يومئذ ثلاثون رواقا في عسكره، وثلاثون سرادقًا، كلها من ديباج.
فلما انتهوا إليها أبوا أن يدخلوا عليه فيها، وقالوا: لا نستحل الحرير فأبرز لنا.
فبرز إلى فرش ممهدة وبلغ ذلك هرقل، فقال: ألم أقل لكم هذا أول الذل، أما الشام فلا شام وويل للروم من المولود المشئوم.
وفي رواية: قال الصحابة لا نستحل دخولها، فأمر لهم بفرش بسط من حرير.
قالا: ولا نجلس على هذه، فجلس معهم حيث أحبوا (البداية والنهاية).
ولما عصفت بالأمة رياح الذل والهزيمة جلس الكثير من المسلمين حيث أحب الأعداء.
فيما ترى متى ينطلق الركب في موكب مهيب مثل موكب أولئك السلف الصالح؟.
مختارات