" عقبةُ القول على الله بغير علم "
" عقبةُ القول على الله بغير علم "
أما القولُ على الله بغير علم؛ فهو أَشَدُّ المحرَّمات تحريمًا وأعظمُها إثمًا؛ فإنَّ المحرمات نوعان: محرَّمٌ لذاته لا يباح بحاله، ومحرَّمٌ تحريمًا عارضًا في وقت دون وقت.
قال تعالى في المحرَّم لذاته: " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ "، ثم انتقل إلى ما هو أعظم منه فقال: " وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ "، ثم انتقل إلى ما هو أعظم منه فقال: " وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا "، ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه فقال: " وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ " [الأعراف: 33].
فالقولُ على الله بغير علم أعظمُ المحرَّمات وأشدُّها ألماً؛ فإنَّه يتضمن الكذب على الله، ونسبته إلى ما لا يليق به، وتغيير دينه وتبديله، ونفي ما أثبته، وإثبات ما نفاه، وتحقيق ما أبطله، وإبطال ما حقَّقه، وعداوة من والاه، وموالاة من عاداه، وحب ما أبغضه، وبغض ما أحبه، ووصفه بما لا يليق به في ذاته وصفاته وأقواله وأفعاله.
مختارات