" الفتّـاح "
" الفتّـاح "
ورد بعدة معان:
1- الحاكم الذي يقضي بين عباده بالحقِّ والعدل.
2- الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده، وما انغلق عليهم من أمور.
3- الناصر لعباده المؤمنين وللمظلوم على الظالم.
الفتح هو: نقيض الإغلاق. وقيل: هو النَّصر.
وقد ورد الاسمُ مرة بصيغة المفرد وأخرى بصيغة الجمع " رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ " [الأعراف: 89].
أثر الإيمان بالاسم:
- الله تعالى الفتاح، يفتح ما تغلق على العباد من أسبابهم؛ فيغني فقيرًا، ويفرِّج عن مكروب، ويسهِّل مطلبًا، وكلُّ ذلك يُسمَّى فتحًا.
- الله سبحانه بيده وحده مفاتيح خزائن السماوات والأرض لا يفتحها ولا يغلقها غيره؛ " مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " [فاطر: 2].
- تَوَجَّهَت الرُّسُل إلى الله الفتَّاح - سبحانه - بطَلَب الفتح فيما حصل بينهم وبين أقوامهم المعاندين من الجدال والخصومة، فاستجاب الله لهم بإهلاك الجبابرة؛ " وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ " [إبراهيم: 15].
- ودعا نوح عليه السَّلام ربَّه: " قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ " [الشعراء: 117، 118]؛ فأنجاه الله وأتباعه وأهلك المعاندين، وهذا من حكمه تعالى في الدنيا.
- وكذلك يوم القيامة فإنَّ اللهَ هو الفتَّاحُ الذي يَحْكم بين الناس فيما كانوا يختلفون فيه في الدنيا؛ " قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ " [سبأ: 26] وقد سمَّى الله – تعالى - يومَ القيامة بيوم الفتح؛ " قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ " [السجدة: 29].
- نسب الله الفتوحَ لنفسه لينبِّه عبادَه على أنَّ النَّصْرَ والفتحَ من عنده؛ لا من عند غيره، وقال مخاطبًا خاتمَ رُسُله صلى الله عليه وسلم: " إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا " [الفتح: 1] وجاءت البشارة الإلهيَّةُ لمن قاتل في سبيله ونصر دينَه بأنَّ هذا الفتحَ للدُّنيا والآخرة؛ " نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ " [الصف: 13].
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: «إذا دَخلَ أَحَدُكُمُ المسجدَ فَليقُل اللهمَّ افتحْ لي أبوابَ رحْمَتكَ وإذَا خرج فليقُل اللهمَّ إني أسألكَ مِنْ فضلك» (مسلم ).
- قد يفتح الله أبواب النِّعَم والخيرات على بعض النَّاس استدراجًا لهم؛ " فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ " [الأنعام: 44].
مختارات