تابع " القسم الثاني : ما ورد من السنن القولية في الصلاة "
تابع " القسم الثاني: ما ورد من السنن القولية في الصلاة "
ثانياً: الاستعاذة:
قال ابن هبيرة في الإفصاح (1/125): (واتفقوا على أن التعوذ في الصلاة على الإطلاق قبل القراءة سنة إلا مالكا فإنه قال: لا يتعوذ في المكتوبة).
والاستعاذة وردت على ثلاث صفات:
1- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لقوله تعالى: " فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " (النحل: 98).
2- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم؛ لقوله تعالى: " وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " (فصلت: 36).
3- (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه)؛ لحديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة بالليل كبر.. ثم يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ( رواه أبو داود والترمذي والنسائي، وقال الشوكاني في نيل الأوطار: وإن كان فيه فقال: فقد ورد من طرق يقوي بعضها بعضا، " وله شاهد من حديث جبير بن مطعم، رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة وفي بلوغ الأماني " ورد من طرق يقوى بعضها، وآخر من حديث ابن مسعود، ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي).
ثالثاً: دعاء الركوع:
يقول سبحان ربي العظيم في ركوعه وجوبا لما ورد في حديث ابن عباس –رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وأما الركوع فعظموا فيه الرب» (رواه مسلم).
وعن الإمام أحمد: الأفضل قول: سبحان ربي العظيم وبحمده اختاره المجد وقد ورد ذلك في حديث عقبة بن عامر وفيه: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع قال: «سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثا...» الحديث(رواه أبو داود، والدارقطني، والبيهقي وصححه الألباني في صفة الصلاة.
فيقول المصلي في ركوعه «سبحان ربي العظيم» تارة ويزيد «وبحمده» تارة أخرى.
فائدة:
مما ورد من أذكار الركوع مع قوله «سبحان ربي العظيم» كما تقدم ما يلي:
1- «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي» (متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها).
2- «سبوح قدوس رب الملائكة والروح» (رواه مسلم من حديث عبد الله بن الشخير -رضي الله عنه).
3- «اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وما استقل به قدمي»(رواه مسلم).
4- «سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة» (رواه أحمد وأبو داود والنسائي وهو حسن من حديث عوف بن مالك الأشجعي.
رابعاً: ما يقوله المصلي بعد الاعتدال من الركوع:
إذا رفع المصلي من الركوع واعتدل، قال: ربنا ولك الحمد؛ لما روى أبو هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع ثم يقول: «سمع الله لمن حمده»، حين يرفع صلبه من الركعة ثم يقول وهو قائم: «ربنا ولك الحمد...» (متفق عليه).
والتحميد ورد على وجوه متنوعة:
1- الجمع بين (اللهم) و(الواو): اللهم ربنا ولك الحمد، ويدل لذلك حديث أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: «سمع الله لمن حمده» قال: «اللهم ربنا ولك الحمد»... الحديث (رواه البخاري).
2- بحذف الواو (اللهم ربنا لك الحمد) ويدل لذلك حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه» (رواه البخاري ومسلم).
3- حذف (اللهم) (ربنا ولك الحمد) ويدل لذلك حديث أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون» (رواه البخاري ومسلم).
4- حذف (اللهم) و(الواو) (ربنا لك الحمد) ويدل لذلك حديث أبي هريرة وفيه: ثم يقول وهو قائم: ربنا لك الحمد... الحديث (رواه البخاري).
خامساً: ما يقوله المصلي في السجود:
يقول (سبحان ربي الأعلى) في سجوده وجوبا كما هو مذهب الحنابلة بدليل حديث عقبة بن عامر وفيه: لما نزلت " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى " (سورة الأعلى: آية (1) قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اجعلوها في سجودكم» (رواه أبو داود وابن ماجة وغيرهما. وسكت عنه أبو داود والترمذي وصححه الحاكم والزيلعي في نصب الراية).
أذكار السجود المشروعة فيه:
1- سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات(رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن حذيفة رضي الله عنه، وهو صحيح بشواهد كما في تخريج الكلم ص(71).
2- سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي (متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها).
3- سبوح قدوس رب الملائكة والروح (رواه مسلم من حديث علي رضي الله عنه).
4- اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره؛ تبارك الله أحسن الخالقين (رواه مسلم من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه).
5- سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة (روه أحمد والنسائي وإسناده حسن كما تخريج الكلم ص(73).
6- اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره (رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).
7- اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت أنت على نفسك (رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها).
سادساً: ما يقوله المصلي بين السجدتين:
يقول: رب اغفر لي، رب اغفر لي؛ لحديث حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: «رب اغفر لي، رب اغفر لي» (رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة وغيرهم وصححه الحاكم، وحسنه الألباني في صفة الصلاة ص(153) يقول هذا وجوبا.
ويستحب أن يزيد «اللهم اغفر لي وارحمني، واهدني، واجبرني، وعافني، وارزقني» وقد ورد ذلك من حديث ابن عباس –رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك بين السجدتين (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وصححه الحاكم ووافقه الذهبي).
مختارات