" الأبنــاء "
" الأبنــاء "
أمر تربية الأبناء عظيم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته..» فخافت هذه الأم من يوم الحساب وتذكر تجزاء التفريط في الأمانة مع كثرة الفتن وانتشارها وظهورها !!! فحرصت بكل ما تملك على حسن تربية أبنائها وجعلت لهم نصيبًا من الدعاء في سجودها، وقيامها، وجلوسها، وتكبدت المشقة في سبيل رعايتهم وتوجيههم والصبر على ذلك سنوات طويلة، وهي تقوم بهذا الأمر محتسبة صابرة، وكانت تتطلع إلى السماء وتشكو إلى الله صعوبة التربية مع كثرة أبنائها وتقارب أعمارهم.
لكنها بعد اعتمادها على الله عز وجل وثقتها به، جعلت من بيتها واحة إيمانية ليس فيها للفتن مكان، بل كانت المربي والموجه، ولم تجعل للشاشة وما يعرض فيها مدخلاً على قلوبهم، وكانت ترفض الذهاب لدعوة من معارفها ممن لديهم شاشة تلفاز، حتى تحافظ على صغارها ! ولطالما تمنت تلبية الدعوة، لكنها تمتنع إتمامًا لنهجها في تربية الصغار.
وكان لهذا الجهد ثمرة، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً فأكرمها الله بأبناء نجباء، حفظوا كتاب الله عز وجل، وعندما يؤذن المؤذن تسمع صوت أحدهم إمامًا يقتدي به المصلون فتسر وتفرح وتسأل الله الثبات ! وإذا أقبل الليل فرحت لأنه يجمع أبناءها حولها... في حين إذا أقبل الليل على غيرها من الأمهات بدأ القلق والهم، والغم يطرق قلبها: أين يذهب ابنها المراهق في ظلمة الليل؟!.
حمدت الله عز وجل، وشكرته على نعمه العظيمة.
وقفة:
قال بعض السلف: من الذنوب ذنوب لا يكفرها إلا الغم بالعيال.
مختارات