" صفات الملتزم والمستقيم "
" صفات الملتزم والمستقيم "
إن الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل شاب ملتزم ومستقيم كثيرةٌ جدًا فأنت مثلاً ترى شابًا قد تحلى ببعض الصفات الظاهرة فتقول : هذا شاب ملتزم .
* فإذا رأيته مثلاً وقد أعفى لحيته ورفع ثوبه وحافظ على الصلاة في المساجد، ورأيته لا يقتني الملهيات وغيرها، ورأيته يجالس أهل الخير والاستقامة، ورأيته يغشى مجالس العلماء ويحبهم ويتكلم معهم بما تعلمه منهم قلت : هذا من الملتزمين ومن المستقيمين .
ولكن هذا لا يكفي، فإن هذه صفات ظاهرة، يجب على الملتزم أن يتحلى بها، ولكن هناك صفات أخرى يجب على كل شاب مسلم ملتزم أن يتحلى بها، حتى يكمل التزامه ويكون من المستقيمين حقًا، وعلى سبيل المثال نذكر بعض هذه الصفات المهمة، وذلك للاختصار وعدم الإطالة، والله المستعان .
أولاً : من صفات الملتزم والمستقيم : المعاملة الحسنة :
قال تعالى : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (سورة آل عمران الآية: 159 ) .
وفي الحديث عن أبي ذر رضى الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» ( أخرجه الإمام أحمد والترمذي وقال : هذا حديث حسن صحيح ) .
وعن أبي ذر صلى الله عليه وسلم قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : «لا تحقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق» (أخرجه مسلم ) .
فالمعاملة الحسنة صفة من صفات كل مسلم، وكل ملتزم، فلا تكون فظًا غليظًا، ولا تكون شرسًا ولا عبوسًا في وجوه من تلقاهم من إخوانك، ولا تكون حاقدًا وحاسدًا ومبغضًا لهم بدون سبب يذكر .
فعليك أن تكون لين الجانب وأن تلقى أخاك بوجه مسفر منطلق مبتسم، إعجابًا به ومحبة له، فهذه كلها من صفات الملتزمين التي جاء الشرع بها وحث عليها .
ثانيًا : من صفات الملتزم والمستقيم : التأدب مع الغير وحسن الجوار، وأداء الأمانة :
وكذلك من الآداب تأدب المسلم الملتزم مع الآخرين، ومثال ذلك تأدبه مع أبويه، وذلك ببرهما وطاعتهما في غير معصية، وهذا أمر واجب وكذلك يكون واصلاً لأرحامه، ومتأدبًا معهم ومؤديًا حقوقهم التي عليه وكذلك حسن الجوار وتأدبه مع جيرانه وعدم إيذائهم ومعرفة حق الجار، وصدق الحديث معهم ومع غيرهم، وهكذا أداء الأمانة وغيرها من الصفات الحميدة التي يجب عليك أيها المسلم الملتزم أن تتحلى بها .
ثالثًا : من صفات الملتزم والمستقيم : غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر :
روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا : يا رسول الله ! ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها فقال : فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه قالوا : وما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال : غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»(أخرجه البخاري ومسلم ) .
ولا شك أن من صفات المسلم الملتزم والمستقيم التمسك بهذه الأمور، التي وردت في الحديث، فهي من صفات المسلمين عمومًا والملتزمين خصوصًا .
وإن التهاون بهذه الأمور يضعف من تمسك الإنسان والتزامه واستقامته !
* فالذي يمد عينيه وينظر إلى ما نهى الله عنه ويخالف قول الله تعالى : {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}(سورة النور الآية: 30 ) فإن ذلك دليل على ضعف تمسكه والتزامه .
* والذي لا يحفظ لسانه عما حرم الله، ولا يفكر في عاقبة كلمته، فإنه قد يقع في مهاوي ومهالك، وكان ذلك دليلاً على ضعف تمسكه بالأخلاق والآداب الإسلامية .
والملتزم هو الذي يحفظ لسانه، فتراه إن تكلم لا يتكلم إلا بخير، وإلا سكت، فلا تسمع منه سبابًا ولا قذفًا ولا عيبًا ولا غير ذلك .
أما إن حذر من منكر، أو عاب من يستحق العيب، أو شهَّر بإنسان يستحق التشهير، أو ذكر إنسانًا بسوء للتحذير منه، أو ما أشبه ذلك، فإن هذا لا غبار عليه؛ بل هو من مكملات الالتزام والاستقامة على دين الله .
هذه جملة من الآداب والأخلاق التي جاءت الشريعة بها وحثت عليها. والعمل بها يعتبر من مكملات الالتزام والاستقامة، ومن أراد التوسع فيها فليرجع إلى الكتب التي ألفت في الآداب والأخلاق مثل : «الآداب» للبيهقي، «والآداب الكبرى» لابن مفلح، وكذلك : «أدب الدنيا والدين» للماوردي، وكذلك «روضة العقلاء» لابن حبان، وغيرها من الكتب .
مختارات
-
سورة البقرة من الآية 78 الي الآية 88
-
11 قاعدة في التعامل مع التلاميذ
-
" في المشتبهات "
-
س 8: إذا أحست المرأة بالدم ولم يخرج قبل الغروب، أو أحست بألم العادة هل يصح صيامها ذلك اليوم أم يجب عليها قضاؤه ؟
-
" أسماء يوم القيامة "
-
كنود الإنسان وعبرة من الحيوان
-
الَّلبِنة السادسة
-
حال السابق بالخيرات
-
" القلادة الثانية "
-
قصة حزقيل