" والله يحرسك من كل سوء وعلى كل حين "
" والله يحرسك من كل سوء وعلى كل حين "
هذه القصة من أعجب القصص تدل على رحمة الله الواسعة على عباده مهما كانوا ظالمين على أنفسهم، ذكرها ابن قدامة وقال: بكران بن أحمد قال: سمعت يوسف بن الحسين يقول: كنت مع ذي النون المصري على شاطئ غدير فنظرت إلى عقرب أعظم ما يكون على شط الغدير واقفة، فإذ بضفدع قد خرجت من الغدير، فركبتها العقرب، فجعلت الضفدع تسبح حتى عبرت قال ذو النون: إن لهذه العقرب لشأنا فأمض بنا فجعلنا نقف أثرها.
فإذا رجل نائم سكران، وإذا حية قد جاءت فصعدت من ناحية سرته إلى صدره، وهي تطلب أذنه، فاستحكمت العقرب من الحية، فضربتها، فانقلبت، وانفسخت، ورجعت العقرب إلى الغدير، فجاءت الضفدع فركبتها، فعبرت، فحرك ذو النون الرجل النائم، ففتح عينيه فقال: يا فتى: انظر مم نجاك الله بهذه العقرب، جاءت فقتلت هذه الحية التي أرادتك ثم أنشأ ذو النون يقول:
يا غافلا والجليل يحرسه من كل سوء يدب في الظلم
كيف تنام العيون عن ملك تأتيه منه فوائد النعم
فنهض الشاب وقال: إلهي هذا حلمك بمن عصاك، فكيف رفقك بمن يطيعك، ثم ولى، فقلت: إلى أين؟ قال: إلى البادية، والله لا عدت إلى المدن أبدا وصدق الله العظيم: " لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ " (سورة الرعد: 11).
مختارات