" النهي عن كثير من المحرمات التي وقع فيها أكثر الناس ومن بينها ما هو مخرج من ملة الإسلام "
" النهي عن كثير من المحرمات التي وقع فيها أكثر الناس ومن بينها ما هو مخرج من ملة الإسلام "
ثم اعلم أيها المسلم أن الله تعالى كما افترض عليك الفرائض حرم عليك المحرمات، وتوعد مرتكبيها بالوعيد الشديد والعذاب الأليم ومن هذه المحرمات:
1- الشرك: وأخبر سبحانه بأنه لا يغفره، وأنه يحبط كل عمل صالح.
قال تعالى: " إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ " [سورة النساء، الآية: 116].
2- الاستهزاء بالدين أو بشيء منه أو بأهله: وأخبر أنه كفر.
قال تعالى: " وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ " [سورة التوبة، الآية: 65].
3- الحكم بغير ما أنزل الله: وأخبر بأنه كفر به سبحانه.
قال تعالى: " وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ " [سورة المائدة، الآية: 44].
4- موالاة الكفار وتصحيح مذهبهم والتشبه بهم: وأخبر بأنه كفر. كمن يصحح العلمانية أو الديمقراطية الغربية أو الشيوعية أو غير ذلك من مذاهب الكفر.
قال تعالى: " وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ " [سورة المائدة، الآية: 51].
وقال صلى الله عليه وسلم: «من تشبه بقوم فهو منهم».
* ومن أعظم الكبائر الموجبة لغضب الله وعذابه الأليم:
1- قتل النفس التي حرم الله بغير الحق.
2- وحرم اليمين الفاجرة والظلم وشرب الخمر وشهادة الزور والكذب والخيانة والكبر والحسد والشحناء والغيبة والنميمة وأكل الربا والتعامل به والإعانة عليه وأكل أموال اليتامى ظلمًا، وتناول الحرام على أي وجه كان سواءً كان من سرقة أو اغتصاب أو خيانة أو غش أو قمار أو غير ذلك.
3- وحرم الزنى واللواط وأخبر سبحانه وتعالى بأنهما فحش عظيم وجرم شنيع توعد فاعلهما بالعذاب الأليم.
4- التصوير واقتناء الصور وجاءت الأحاديث الصحيحة بأن كل مصور في النار، وأن من أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون، ومن صور عن رضى منه واختيار له أو رضي به، فهو كالفاعل. وقد دلت الآيات والأحاديث على ذلك، قال تعالى: " وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا " [سورة النساء، الآية: 140].
5- الغناء والعزف والاستماع إلى ذلك سواء كان المغني رجلاً أم امرأة.. لأن الغناء وآلات اللهو كالعود والمزمار والكمنجة والرباب ونحو ذلك لهو باطل، يصد عن ذكر الله، ويضل عن سبيله.
قال تعالى: " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ " [سورة لقمان، الآية: 6] فسر ابن عباس وابن مسعود وغيرهما لهو الحديث بالغناء والمزامير.
وروى البخاري عن أبي مالك الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم بحاجة فيقولوا: ارجع إلينا غدًا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة» وروى الترمذي عن عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان وصوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب ورنة» نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة.
6- حلق اللحى: وجاءت الأحاديث الصحيحة بالنهي الأكيد عن حلقها والأمر بإعفائها، وقص الشوارب، ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حفوا الشوارب وارخوا اللحى».
وكره صلى الله عليه وسلم النظر لرسولي كسرى لما رآهما قد حلقا لحيتهما وأطالا شاربيهما، وقال لهما: «ويلكما من أمر كما بهذا؟» قالا: أمرنا ربنا – يعنيان كسرى – فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ولكن ربي أمرني بإعفاء لحيتي وقص شاربي».
«واللحية اسم لكل ما نبت على اللحيين والعارضين والذقن من الشعر، وهي ميزة ميز الله بها الرجل عن المرأة تدل على رجولته فكيف تستسيغ يا حالق لحيتك أن تتشبه بالنساء وبالمجوس وتغير خلق الله وقد حرم الله عليك ذلك.
7- لبس الذهب والحرير: فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم خاتمًا من الذهب في يد رجل فنزعه وطرحه وقال: «يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده» وأخبر عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: بأن الله حرم على ذكور أمته لبس الذهب والحرير، وأحله لإناثهم».
8- شرب الدخان: الذي تفشى بين الناس فلم يسلم منه إلا القليل، ذكر المحققون من أهل العلم أنه محرم من أربعة أوجه:
الأول: ثبت بالطب والتجربة بأنه يضر بالبدن ضررًا بالغًا، وأنه ينشأ عن شربه أمراض فتاكة كالسل الرئوي وسرطان المريء والكحة المزمنة واضطراب دقات القلب، بالإضافة إلى أنه يسبب موت الفجأة، وقد قال الله تعالى: " وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ " [النساء، الآية: 29] وجاء الحديث: «بأن قاتل نفسه في النار» وفي الحديث المتفق عليه «من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة».
الوجه الثاني: ثبت أن الدخان مفتر وقد يسكر أحيانًا إذا شربه من لم يعتده أو شربه فاقده بكثرة، وقد حرم الله كل مسكر وكل مخدر ومفتر.
الوجه الثالث: أنه مستخبث ومكروه من جميع الوجوه فهو خبيث الرائحة، ضار بالبدن، يقرب شاربه من جلساء السوء، ويبعده عن الصالحين، وقد أحل الله الطيبات وحرم الخبائث.
وقال تعالى: " وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ " [سورة الأعراف، آية 127].
الوجه الرابع: أن النفقة فيه إسراف وتبذير. وقال قال الله تعالى: " إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ " [الإسراء، الآية: 27] والعجب ممن يدَّعي الرجولة والعقل وقوة الإرادة وفي الوقت نفسه لا يستطيع منع نفسه من شرب الدخان الضار بدينه وبدنه وماله، مع أن الرضيع يفطم عن لبن أمه الحلال الطيب الذي به مطعمه ومشربه ولذته، فينفطم ويسلو بعد أيام قلائل.
لقد آن لكم يا أيها العصاة أن ترجعوا إلى ربكم وتتوبوا إليه إن كنتم تعقلون قال تعالى: " وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ " [سورة الزمر، الآية: 54].
مختارات