صاح الباطني : مظلوم! مظلوم ! (عضد الدين)
صاح الباطني: مظلوم! مظلوم ! (عضد الدين):
وزير العراق، الأوحد المعظم، عضد الدين أبو الفرج محمد بن عبد الله بن هبة الله بن مظفر ابن الوزير الكبير رئيس الرؤساء، أبي القاسم، علي بن سلمة، البغدادي. وزير للإمام المستضيء، وكان جوادا سويا مهيبا كبير القدر،ذا انصباب إلى أهل العلم والتصوف، يسبغ عليهم النعم، ويشتغل هو وأولاده بالحديث والفقه والأدب. كان الناس معهم في بلهنية (أي سعة ورفاهية).
قلت: وقد عزل ثم أعيد، وتمكن ثم تهيأ للحج، وخرج في الرابع من ذي القعدة في موكب عظيم، فضربه باطني على باب قطفتا أربع ضربات، ومات ليومه من سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة، وكان قد هيأ ست مئة جمل، سبل منها مئة، صاح الباطني: مظلوم ! مظلوم ! وتقرب، فزجره الغلمان، فقال: دعوه، فتقدم إليه، فضربه بسكين في خاصرته، فصاح الوزير: قتلني، وسقط، وانكشف رأسه، فغطى رأسه بكمه، وضرب الباطني بسيف، فعاد وضرب الوزير، فهبروه بالسيوف، وكان معه اثنان، فأحرقوه، وحمل الوزير إلى داره، وجرح الحاجب، وكان الوزير قد رأى في النوم أنه معانق عثمان -رضي الله عنه- وحكى عنه ابنه أنه اغتسل قبل خروجه، وقال: هذا غسل النوم والإسلام، فإنني مقتول بلا شك. ثم مات بعد الظهر، ومات الحاجب، وقيل: إن الوزير بقي يقول: الله! الله! كثيرا، وقال: ادفنوني عند أبي.
مختارات