«كنت نصرانيًا»
«كنت نصرانيًا»
هذا الاعتراف لرجل كان نصرانيًا فأسلم واعتنق الدين الحق بعد تفكير عميق وصراع نفسي حاد دام عدة سنوات. يقول في اعترافه:
عشت منتسبًا إلى النصرانية عشرين عامًا تقريبًا، ولما تبينت حقيقة موقفي في هذه الحياة وأبصرت طريقي واعتنقت الإسلام شعرت بارتياح تام، وهدأت نفسي إلى حد لا أعرف له وصفًا.. وصلت إلى النهاية الحقيقية، وبلغت قمة ما كنت أطلبه وأرجوه، وكأن الإسلام بالذات كان غايتي وهدفي منذ بداية الرحلة... كل ذلك حدث في غضون دقائق عقيب إسلامي.. أدركت مبلغ الضياع الذي كنت فيه، وإهدار ما مضى من العمر في ظلمات أو سبات عميق، فانفلق الصبح، وأفقت من الوهم إلى الحقيقة... أحسست بأن كل شيء في نفسي قد بدأ يتغير ويتبلور ويتضح.
كان موقفًا مذهلاً حقًا ولا يوصف، وكانت تجربة يستحيل أن يحس بها غير الذي ذاق حلاوتها، وأحس بالفارق الحقيقي الهائل بين شعوره الآن في تلك اللحظات وبين شعوره في لحظات سبقت ذلك.
فلو قلت: إنني كنت كالعجماء وعقلت فجأة، فأصبحت آدميًا عاقلاً، أو قلت إنني كنت في ظلمة حقيقية (أعمى) فأبصرت فجأة ورأيت كل شيء حولي على حقيقته، أو قلت بأن كل ما مضى من حياتي كان وهمًا وحلمًا فأفقت منه.. لو قلت كل ذلك لما وفيت الموقف حقه من التعبير والوصف، لقد أحسست بإنسانيتي وبوجودي، وأبصرت نفسي...» ثم يضيف: «لم أكن أتوقع أن يحدث قراري الأخير باعتناق الإسلام كل هذه التغيرات في نفسي وفي مشاعري في غضون دقائق قليلة، وتلاشت الهواجس والمخاوف التي كانت تجول في رأسي، أصبح لدي من الشجاعة ما يكفي لمواجهة كل الاحتمالات، فقد تضاءلت أمام عيني كل القوى الأرضية، وكنت واثقًا من أن ما فعلته هو الصواب وهو ما يريده مني خالق الكون العظيم، فأية قوى تخيفني بعد ذلك؟»(انظر كتاب «كنت نصرانيًا» للأستاذ واصف الراعي ص143-144.).
هذا ما قاله الأستاذ «واصف الراعي» بعد رحلة طويلة انتهت باعتناقه للإسلام، نهديه إلى جميع النصارى وغيرهم، وندعوهم إلى البحث عن الحقيقة بعيدًا عن الهوى والتعصب، والتقليد الأعمى.. قال الله تعالى: " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ " [سورة آل عمران الآية: 85].
وقال سبحانه: " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ " [سورة آل عمران الآية: 70].
وقال سبحانه: " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً " [سورة النساء الآية: 171] والآيات في ذلك كثيرة لمن أراد معرفة الحق والله الهادي إلى سواء السبيل.
مختارات