الجيل الجديد (2)
:
أول صفات هذا الجيل أنهم الثقات:
والثقة الذي نبحث عنه هو من غلبت حسناته، وبرزت كمالاته، وغابت خطيئاته، فما من أحد إلا وله عيوبه وأخطاؤه، لكننا ننظر له بعين الإنصاف، فنزنه بميزان رب الأرض والسموات، ميزان الحسنات الماحية للخطايا والهنات.
قال سعيد بن المسيب – رحمه الله تعالى -: (ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه، فمن كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله)[صفة الصفوة (2/81)]
قال ابن قيم الجوزية – رحمه الله تعالى -:
(ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعاً أنَّ الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة، وهو من الإسلام وأهله بمكان، قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل مأجور لا جتهاده، فلا يجوز أن يُتبع فيها، ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته في قلوب المسلمين) [إعلام الموقعين (3/283)]
فلنتعلم الإنصاف في الحكم على الآخرين، ولنتعلم أن ننصف من أنفسنا أولا، ونزن أنفسنا بميزان الاعتدال، لا نريد رؤية للنفس تصيب بالغرور، ولا ذمًا لها يصيب بالإحباط واليأس، نريد الاتزان، فينا أخطاء نصححها معا، وفينا إيجابيات (أظن أعظمها حبنا وغيرتنا على هذا الدين والكلام هنا لجميع المسلمين) فعلينا أن نستثمرها ومن هنا نتربى تربية ربانية صحيحة.
من سيطبق هذا عمليًا من الآن فصاعدًا؟
إياكم والتطاول على الأفاضل وأيضا إياكم والغلو فيهم فإنه من أبطل الباطل؟
من سيزن نفسه الآن بورقة وقلم ويكتب عشر إيجابيات فيه سيستثمرها لخدمة الدين (مثلا: الذكاء.. الثقافة.. التميز في عمل معين.. الابتكار.. حب عبادة من العبادات.. وهكذا)
ومن سيكتب خمس سلبيات لابد أن يتخلص منها لينصف من نفسه وينصف غيره فيكون الثقة
مختارات