اختبر توبتك
اختبر توبتك
الاستغفار شيء و التوبة شيء آخر...
الاستغفار كلام، و التوبة فعال. الاستغفار يتقنه المؤمن والمنافق، أما التوبة فلا يجيدها إلا المؤمن. الاستغفار إعلان الرجوع إلى الله، أما التوبة فإصلاح ما بينك و بينه.
لذلك قال سبحانه و تعالى: " استغفروا ربكم ثم توبوا إليه ". فكل تائب لا يتبع سيئته بحسنة و معصيته بطاعة، فتوبته مجروحة مشكوك فيها، و لذلك لا تجد واحدا من الصالحين إلا وقد سلك هذا الطريق.
عمر بن الخطاب شغله بستانه عن الصلاة فتصدق به.
و كان ابنه عبد الله بن عمر على نفس الطريق..كان إذا فاتته صلاة جماعة صلى إلى الصلاة التي تليها تطوعا و تنفلا.
و هذه أخت عمر بن عبد العزيز أم البنين تدخل عليها عزة فتسألها عن قول كثير فيها،
قضى كل دين قد علمت غريمه و عزة ممطول معنى غريمها
ما كان هذا الدين يا عزة؟! قالت: كنت قد وعدته قبلة، فتحرجت منها، فقالت أم البنين: أنجزيها له و إثمها علي، فأعتقت لكلمتها هذه أربعين رقبة!!
فأهم علا مات التوبة المقبولة أن يكون حالك بعد التوبة أفضل منك قبلها، و ذلك يفرض عليك أن تقتدي بعمر و ابن عمر و أم البنين، فتنشغل بإزالة آثار العدوان و بناء ما انهدم من الإيمان مستبشرا بقول الله عز وجل: " إن الحسنات يذهبن السيئات ".
مستأنسا ببشارة النبي عليه الصلاة والسلام:
" و اتبع السيئة الحسنة تمحها ".
تبدو نواجذك من شدة فرحك بقول واعظ الشام احمد بن عاصم الأنطاكي:
أصلح فيما بقي يغفر لك فيما مضى.
التوبة النصوح؟!
ما هــي؟!
• قال عنها عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " أن يتوب من الذنب ثم لا يعود إليه كما لا يعود اللبن إلى الضرع ".
• و قال الحسن البصري: هي أن يكون العبد نادما على ما مضى، مجمعا على أن لا يعود فيه.
• و قال الكلبي: يستغفر باللسان و يندم بالقلب و يمسك بالبدن.
• و قال سعيد بن المسيب: يجمعها أربعة أشياء: الاستغفار باللسان و الإقلاع بالأبدان و إضمار ترك العود بالجنان و مهاجرة سيئ الإخوان.
احذر بعد توبتك أن...
قال يحي بن معاذ:
زلة واحدة بعد التوبة أقبح من سبعين بعدها.
إغلاق باب التوبة
لا يغلق باب التوبة إلا عند:
1. طلوع الشمس من المغرب:
لقول النبي عليه الصلاة والسلام: " إن للتوبة باب عرض ما بين مصراعيه ما بين المشرق و المغرب لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها " وهذا عند قيام الساعة و ظهور علاماتها.. يوم " لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ".
2. الغرغرة و معاينة الملائكة:
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: " إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر " لأنه في هذه الساعة تنكشف له الحجب فيرى الملائكة حاضرة لتقبض روحه، و عندها فقط يصدق ويؤمنوا هذا إيمان لا قيمة له و توبة لا طائل من ورائها.
و هذا هو قول بن عمر: التوبة مبسوطة ما لم ينزل سلطان الموت، و قول تابعي البصرة أبو مجلز لاحق بن حميد السنوسي: لا يزال العبد في توبة ما لم يعاين الملائكة.
مختارات