يا ترى كيف ضاع مستقبلي !!
خرجتُ من المسجد فرأيتُ أحد الشباب يمشي بصعوبة فوقفتُ بجانبه وقلتُ له اركب لأذهب بك إلى المكان الذي تريد، فركب، وبدأتُ أسأله عن حاله، فبدأ يحكي قصتهُ قائلاً:كنتُ في الجامعة وقد تعرفتُ على بعض الشباب وسكنتُ معهم في شقة، وكنتُ مثل بقية الشباب لدينا اهتمامات متفرقة.
ولكن العجيب أن الشباب الذين معي كانوا يتعاطون المخدرات ولايصلون.
ولم أكن مثلهم ولله الحمد، فقد كنتُ أصلي وأبتعدُ عن كل مايتعلق بالمخدرات.
ومرت الأيام وفي إحدى الأيام قالوا لي: نريد السفر للبحر، وكان ذلك عند أذان الفجر.
فقلت: لامانع، ولكن بعد الصلاة.
فقالوا: نحن لانصلي، لاتؤخرنا.
فلمّا أذّن، قمتُ وصليتُ ثم مشينا سوياً، وكنتُ راكب في المرتبة الخلفية.
وبعد نحو نصف ساعة بدأ الشباب بتعاطي المخدرات وقد كنا ثلاثة، السائق وآخر بجانبه وأنا في الخلف.
وفي لحظة عجيبة، لم أشعر بنفسي إلا والسيارة تتقلب بنا بشكل غريب.
لقد مات السائق والآخر الذي كان بجانبه.
وأما أنا فقد أصبتُ بإصابات قوية وكسور بليغة.
وتم نقلي للمستشفى وبقيتُ عدة أشهر لإجراء عدة عمليات، وأكثر جسمي قد وضع فيه الحديد لتثبيت العظام والكسور.
وأما إن سألت عن جامعتي فقد تركتها لعدم قدرتي على المشي والصعوبات الصحية الأخرى.
وأما وظيفيتي فلم أجد شيئاً يناسبني إلا وظيفة محاسب في إحدى المحلات براتب بسيط، ومع ذلك أجد صعوبة في الجلوس والانتقال من البيت للعمل وهكذا.
نعم لقد ضاع مستقبلي بسبب تلك الصحبة السيئة.
ولعل الله حفظ لي حياتي بسبب صلاتي.
وإني أتساءل عن أولئك الشباب الذين ماتوا وهم لايصلون، وهم يتعاطون المخدرات.
ياترى ماذا وجدوا في قبورهم ؟
مختارات

