تنبيهات حول الغيرة بين الزوجين..
الزوجة لديها غيرة على زوجها وتكره أن يشاركها أحد في محبته، ولذلك تكره أن يتزوج عليها أو يتواصل مع النساء بأي وسيلة كانت، ونحو ذلك من الأحوال التي تثير غيرة المرأة.
والزوج العاقل ينتبه لذلك ولايثير غيرة زوجته، ومن ذلك:
1- أن لايتحدث عن النساء.
2- لايأت بقصص الذين تزوجوا بالثانية.
3- لايمدح طبخ زوجة صديقه، ولا جمال النساء الذين يخرجون في التلفاز أو في مواقع التواصل، ونحو ذلك من قضايا النساء.
لأن كل تلك المواقف تثير الغيرة عند زوجته، والغالب أن المشكلات تقع بينهما بعد ذلك بشكل كبير وقد تصل في بعض الأحيان للطلاق.
والملاحظ أن بعض النساء حينما يتزوج عليها زوجها تغار بشكل كبير وقد تطلب الطلاق بسبب شعورها بالصدمة النفسية لذلك، والواجب على الزوج أن يتأنى في علاج تلك المشكلة ولايطلق زوجته حتى لو طلبت منه ذلك، بل يراضيها ويتحمل كل مايأتي منها، لأن الدافع لذلك هو محبتها له وكراهية مشاركة أحد في حبها له، ومع الأيام تهدأ بإذن الله ويتحقق الاستقرار النفسي لها.
ومن المواقف التي حصلت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الموقف:
قال أنس: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عند إحدى أمهات المؤمنين، فأرسلت أخرى بقصعة فيها طعام، فضربت يد الرسول صلى الله عليه وسلم فسقطت القصعة، فانكسرت، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكسرتين فضم إحداهما إلى الأخرى فجعل يجمع فيها الطعام ويقول: غارت أمكم كلوا، فأكلوا فأمر حتى جاءت بقصعتها التي في بيتها فدفع القصعة الصحيحة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وترك المكسورة في بيت التي كسرتها " رواه البخاري.
والرواية الأخرى تبين القصة بشكل أوسع:
عن عائشة قالت: ما رأيتُ صانعة طعام مثل صفية أهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم إناء فيه طعام فما ملكت نفسي أن كسرته، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن كفارته فقال: " إناء كإناء، وطعام كطعام ".
رواه أحمد والبيهقي في السنن وهو حديث حسن.
فتأمل هنا في حال النبي صلى الله عليه وسلم وهدوءه في التعامل مع المشكلة، لم يواجه الزوجة التي كسرت الإناء بالكلمات القاسية، لأنه يعلم أن السبب هو الغيرة وليس سوء الخلق، وهكذا ينبغي على كل زوج أن يحسن التعامل مع أي موقف يشمُّ منه رائحة الغيرة، أن يكون هادئاً حكيماً.
ومن زاوية أخرى لابد أن نطالب المرأة بأن تضبط غيرتها على زوجها، ولاتهاجمه بالقسوة، ولاتطلب الطلاق، ولتعلم الزوجة أن الزوج قد يخطئ في كلمة أو موقف مع النساء، ولكن ذلك لايعني أنه لايحبك.
ومن حكمة الزوجة أن تقدر الموقف وتعطيه حجمه المناسب، فحينما يخطئ الزوج في المزاح معها، ليس مثل أن يقع في معاكسة فتاة.
ومما ينبغي التأكيد عليه أن بعض النساء قد تغار من أم الزوج أو أخواته، أو بناته من زوجة سابقة، وقد تمارس معه تصرفات لاتليق، وهذا خطأ بلاشك، لأنه من الطبيعي أن يهتم الزوج بأمه وأخواته وبناته من زوجة سابقة.
تنبيه: قد يكون طبيعة عمل الرجل أن يتواصل مع النساء كما هو الحال في المستشفى، أو في البيع والشراء، أو الاستشارات عبر الهاتف، أو تفسير المنامات، أو مكاتب المحاماة، أو غير تلك الأعمال التي يتطلب العمل فيها أن يكون هناك تواصل مع النساء، فهنا لابد على الزوجة أن تهدأ في معاتبتها لزوجها حينما تراه يكلم النساء، لأن وظيفته أو طبيعة عمله تقتضي ذلك.
وقد وقفتُ على بعض قصص الطلاق بسبب أن الزوجة ترى زوجها يتواصل مع النساء اللواتي يراجعونه في العيادة أو في المحل التجاري، ولاشك أن هذا لايجوز وهو من الظلم للزوج، فاتق الله يا أختي ولاتخسري زوجك بسبب تلك الغيرة المذمومة.
ومضة: قال صلى الله عليه وسلم: إنَّ من الغَيْرة ما يحبُّ الله، ومنها ما يكره الله؛ فالغَيْرة التي يحبُّها الله الغَيْرة في الريبة، والغَيْرة التي يكرهها الله الغَيْرة في غير ريبة.
رواه أبو داود بسند حسن.
وأما بالنسبة لغيرة الرجل على زوجته فهذه من علامة كمال الرجولة، ولها صور:
- أن يكره أن تكشف وجهها للرجال.
- أن يكره أن تتتابع الرجال عبر مواقع التواصل.
- أن تحفظ نفسها في وظيفتها - إن كانت تعمل مع الرجال - مراعاة لدينها ولغيرة زوجها.
- أن لاتمدح الرجال أمامه.
والمرأة العاقلة تراعي غيرة زوجها ولاتتعرض لأي شيء ربما يثير غيرته.
ومن الجميل أن تمارس مع زوجها هذه الأعمال:
- أن تمدح رجولته وصفاته وقراراته.
- أن تعطيه الثقة بنفسه فيما يقوم به.
- لاتكوني غامضة في تصرفاتك معه حتى لايشك فيك.
- لاتبالغي في لبسك عند خروجك للسوق أو المطار أو الحديقة أو غير ذلك من الأماكن التي يوجد فيها الرجال.
- لاتركبي مع السائق لوحدك إلا للضرورة.
- إذا دخلت مكان فيه رجال فاجعلي زوجك يتكلم معهم كالصيدلية أو المطار أو المطعم.
- إذا كنتِ تتابعين رجال عبر مواقع التواصل فلاتبدي إعجابك بهم ولاتثني عليهم، ولتكن متابعتك للعقلاء منهم وممن يُستفاد منهم فقط، وليس من التافهين الذين يثيرون فيك بعض التفاهة، واعلمي أن زوجك يتضايق من ذلك وقد يمارس معك بعض المشكلات بسبب ذلك.
تنبيه: المبالغة في الغيرة من المرأة لزوجها أو العكس لاشك أن ذلك يفتح عليهما أبواب المشكلات، والاعتدال مطلوب، والتوازن هو الصواب في مثل ذلك.
اللهم وفق كل زوجين للحب والتراحم والتفاهم والحياة السعيدة.
مختارات